نشر بتاريخ: 2021/01/29 ( آخر تحديث: 2021/01/29 الساعة: 22:30 )

راديو الشباب  - خاص - عمار البشيتي

قضايا غزة العالقة! هي إجراءات أقرها الرئيس محمود عباس وفرضتها السلطة الفلسطينية على المواطنين والموظفين في قطاع غزة، إبان عام 2007 بحجة تقويض حكم حماس، والتضييق عليها كوسيلة ضغط؛ بهدف إجبار الحركة على إنهاء الانقسام الفلسطيني.

واتخذ الرئيس محمود عباس قرارات مالية وقانونية بحق غزة، شملت تقليص إمدادات الكهرباء، والتحويلات الطبية وتوريد الأدوية، وتقييد التعاملات المالية والحوالات عبر البنوك، إضافة إلى إحالة 33 ألف من موظفي السلطة في القطاع إلى التقاعد المبكر الإجباري، وتخفيض رواتب موظفي السلطة الفلسطينية بنسبة 30%، وقطع رواتب عدد كبير من الأسرى والجرحى والموظفين، وإيقاف الإضافات والعلاوات، وعدم اعتماد تفريغات 2005، وإلغاء استحقاقات غزة من المشاريع التشغيلية للخريجين والعاطلين.

منذ ذلك الحين أطلق المواطنون في قطاع غزة المناشدات، ونفذوا مئات الوقفات الاحتجاجية مطالبين سلطة رام الله بالتراجع عن هذه الخطوات دون أي استجابة؛ ما خلق واقع مرير انعكس على مناحي الحياة في قطاع غزة كافة.

تصريحات موسمية والانتخابات الهدف

بعد إصدار الرئيس عباس المرسوم الرئاسي لإجراء الانتخابات الفلسطينية تباينت التصريحات، واختلفت التغريدات من قيادات وازنة في السلطة وحركة فتح حول نية الرئيس عباس حل مشاكل غزة العالقة من عدمها.

يرصد لكم موقع راديو الشباب بعض هذه التصريحات واختلافها حيث توجه بعض أصحاب القرار والنفوذ في السلطة لتأجيل حل مشاكل غزة إلى ما بعد الانتخابات، وآخرون تجاهلوا هذه المشاكل وغضوا البصر عنها، وغيرهم من بادر وطمأن الشعب بأن مشاكل غزة في طريقها للحل وكأنها اجتهادات شخصية اعتبرها محللون "رشوة سياسية" الهدف منها حصد أصوات الناس، وليس إصلاح وتصويب خطأ طال انتظاره.

رئيس حكومة رام الله يأمل أن تحل الحكومة القادمة هذه المشكلات

تنصل رئيس حكومة رام الله محمد اشتية من المسؤولية، وأجل حل هذه المشكلات لبعد إتمام الانتخابات، وقال بأنّ المشاكل التي يعاني منها قطاع غزة وملفات الموظفين العالقة ستحلها حكومة توافق وطني بعد الانتخابات المقبلة، معتبرا أن البحث في المشاكل سيؤدي إلى القضاء على فرصة وإمكانية إجراء الانتخابات، وأنّ معالجة قضايا القطاع لا يمكن تجاوزها بدون وفاق وطني فلسطيني- فلسطيني، والمأمول من أي حكومة مقبلة أن تضع قضايا غزة من أجل الحل.

 استبشروا خيرا ياأهل غزة

أما القيادي في حركة فتح إياد نصر طمأن المواطنين بأن مشكلات غزة في طريقها للحل عقب اجتماع هام ستعقده اللجنة المركزية لمناقشة ملف غزة ومشكلاته، وطالب عبر صفحته على فيسبوك أبناء شعبنا في غزة التأهب والاستعداد لإنهاء العذاب، قائلا: "بأن غزة لن تبيت الليلة إلا هادئة مطمئنة البال.. فاستبشروا خيرا".

غزة ضائعة بين السطور

واستبشر أبناء شعبنا خيرا وترقبوا اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح وما سيخرج عنه، وأخيرا خرج البيان الختامي لمركزية فتح، واتجه المواطنون لقراءته باحثين عن اسم غزة، أو كلمة قضايا غزة، أو حل مشكلات غزة، ولكن للأسف لم يتم ذكر غزة ولا مشكلاتها ولا أبناءها ضمن بيان المركزية.

اختلاف التصريحات

سادت حالة من الغضب العارم في صفوف المواطنين على أثر ذلك ما دفع قيادات وازنة للإدلاء بتصريحات متباينة عبر وسائل الإعلام ردا على تساؤلات المواطنين حول قضايا ومشكلات غزة العالقة فقال القيادي توفيق الطيراوي: "إنه تم تشكيل لجنة مكونة من عضو اللجنة المركزية، أحمد حلس، وروحي فتوح، لبحث قضايا غزة، ووضع حلولا أمام القيادة لهذه المشاكل".

بينما أعلن القيادي حسين الشيخ في تغريدة له عبر صفحته على فيسبوك أن الرئيس عباس، اتخذ سلسلة قرارات تجاه موظفي قطاع غزة كانت عالقة منذ سنوات طويلة تمهيدًا لإجراء العملية الديمقراطية الفلسطينية في أجواء مريحة.

أما نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، قال: "إن هذه المسألة لم تحسم ضمن قرارات اللجنة المركزية خلال الاجتماع".

غزة خزان انتخابي خارج الحسابات

يؤكد القيادي في تيار الإصلاح بحركة فتح جمال أبو حبل، أنّ بيان اللجنة المركزية لم يتطرق لقضايا ومشاكل قطاع غزّة، ولم يتم الاتفاق على شيء خلال الاجتماع، مضيفا "تعودنا على خروج أعضاء اللجنة المركزية عقب اجتماعاتها بتصريحات وآراء متناقضة، وكما رأينا كل عضو لجنة مركزية أدلى بتصريح مختلف عن الآخر".

وتابع: "نُدرك تمامًا أنّ غزّة خارج حسابات القيادة في رام الله، لأنّهم يعتبرون قطاع غزّة خزان انتخابي فقط".

وعودات مألوفة والانتكاس للمرة الألف

ينصح خبراء ومحللون بأن لا ينخدع الجمهور الفلسطيني فيعاود الانتكاس للمرة الألف؛ فقد ألفنا سماع الوعود الكثيرة بحلول لهذه القضايا دون جدوى.

لكنهم اعتبروا أن هذه تصريحات موسمية فعلى مدى السنوات المنصرمة تصدعت الحناجر وبحت الأصوات المناشدة بإلغاء هذا الإجراءات حتى تراكمت ظواهر الفقر المدقع، وطوابير من الأجيال الشباب الخريجين العاطلين الباحثين عن فرصة، مجرد فرصة للعمل أو حتى التطوع، وكذلك الباحثين عن رحلة من رحلات الموت في عرض البحر للهروب من واقعهم المأزم في القطاع، وغيرهم المحبطين وفاقدي الأمل الذين لجأوا لتغيير واقعهم بإنهاء حياتهم بأيديهم.

 وتوالت سنوات من انسداد الأفق سُحل المواطن البسيط أمام جبروت "الدولة" أو النظام الحاكم، فكفر بالدولة والأحزاب التي تقتله وتجوعه وسط آلاف القصص الإنسانية المأساوية كانوا ضحايا وحجة "لفنتازيا الحكم واستعادة السيطرة" على قلب الوطن النازف غزة والاستئثار به.

الكلمات الدلالية