نشر بتاريخ: 2021/01/11 ( آخر تحديث: 2021/01/11 الساعة: 21:03 )

راديو الشباب - مجدي اسليم

أيام قليلة تفصلنا عن تولي الإدارة الأمريكية الجديدة مقاليد الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، وإزاحة الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب عن دفة القيادة، ويبدو أن رؤية الرئيس الجديد تسبقه إلى منطقة الشرق الأوسط بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص.

قبل أيام شهدت قمة العلا في المملكة العربية السعودية، مصالحة خليجية بين قطر والسعودية والإمارات، ثم بدأ الحديث عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حسب الرؤية الأمريكية الجديدة على قاعدة حل الدولتين، وملف الانقسام الداخلي الفلسطيني.

حيث أفادت مصادر مطلعة، أن الرئيس الأمريكي الجديد، اشترط على الرئيس عباس، إجراء انتخابات فلسطينية، لإعادة الدعم الأمريكي للسلطة الفلسطينية، وحسب خبراء ومحللون فهو ما دفع الرئيس محمود عباس للإعلان عن مرسوم انتخابي قريب يقضي بإجراء الانتخابات.

لم يتم إصدار أي مراسيم إلى الآن، لكن على الأقل فقد تم تحديد تاريخ 20 يناير الجاري موعدًا أقصى لإصداره، حسبما أعلنه حنا ناصر، رئيس اللجنة المركزية للانتخابات الفلسطينية، عقب لقائه بالرئيس محمود عباس في رام الله.


ويبدو أن رغبات إدارة بايدن، تجد قبولاً عند قادة الشرق الأوسط، لأن هذه الرغبة هي التي حسمت أمر الخلافات عند القيادة التي أبت التوحد على مدار السنوات الماضية، بما فيها حركة حماس التي بادر رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، برسالة للرئيس عباس يعلن فيها موافقة حماس على إجراء الانتخابات بشكل متتالي وبلا شروط.

سياسات بايدن المختلفة عن سلفه ترامب، تسعى إلى الجمع بين فرقاء الشرق الأوسط، ما يعني العودة إلى الواقعية السياسية التي تمتعت بها إدارات الولايات المتحدة سابقًا من جانب،  ومن جانب آخر، للتفرغ لمواجهة التهديد الإيراني، وحلفائه في المنطقة الذي يعصف بالمصالح الأمريكية وحلفائها في الخليج ويهدد أمن إسرائيل بشكل مباشر.

المحلل والكاتب السياسي، أكرم عطا الله يرى، أن مايدور في المنطقة كليا يجري تحت علم ورغبة إدارة الرئيس الأمريكي الذي ستبدأ ولايته في العشرين من الشهر الجاري.

وقال عطا الله في حديث "لموقع راديو الشباب": "أنه من الواضح أن هناك تغير في الحركة الدولية تجاه الملف الفلسطيني ونبعت هذه التغيرات من إزاحة الرئيس ترامب الذي كان يعلن موقف صارخ ضد الفلسطينيين وأنه لن يتوانى عن ضرب الفلسطينيين وفقًا لبرنامج نتنياهو".

ويضيف عطا الله: "إن إدارة بايدن أرسلت ما يكفي من الإشارات وتحدثت في برنامجها عن المفاوضات، وبالتالي المفاوضات تحتاج مسألتين، أولا تحتاج انتخابات داخلية فلسطينية ونظام فلسطيني موحد وهذا شرطا لإدارة بايدن، وأرسلت هذه الرسائل إلى القيادة الفلسطينية التي أصبحت تحت الضغط لإجراء هذه الانتخابات تمهيدًا للمفاوضات.

أما المسألة الثانية فكانت بحاجة إلى تنسيق المواقف العربية حتى تبدأ المفاوضات؛ لأنه حتى إدارة بايدن تتحدث عن توصيات بإعطاء الأردن و مصر دورا و هذا التنسيق لم يأتي من فراغ بل اتى بناء على توجهات إدارة بايدن".

وكان وزراء خارجية مصر والأردن وفرنسا وألمانيا، بحثوا في لقاء تحضيري جمعهم في العاصمة المصرية، وتنسيق المواقف المشتركة لوضع إطار عام يمكن الاستناد إليه؛ لاستئناف عملية التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وتأتي هذه المباحثات، وسط تحركات مصرية بتنسيق مع الأردن والسلطة الفلسطينية، لحل سلمي وعادل للقضية الفلسطينية على أساس مبدأ حل الدولتين.

وكشفت وزارة الخارجية الألمانية، في بيان لها، عن وصول وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى القاهرة أمس في مستهل جولة إلى منطقة الشرق الأوسط، يجري خلالها مباحثات بشأن إحياء محتمل لعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، موضحة أنه سيلتقي وزراء خارجية كل من مصر والأردن وفرنسا.
وأجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري، اتصالا هاتفيا مع وزير خارجية إسرائيل جابي أشكنازي، وذلك في إطار التحضير للاجتماع الرباعي، بهدف محاولة دفع جهود السلام في المنطقة، خلال المرحلة المقبلة، بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية والرباعية الدولية وكل الأطراف المعنية.

وقد بات من الواضح، أن المستجدات السياسية، الحراك السياسي الكبير في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا ملف الصراع الفلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي، نابع من رغبة وتوجيه ورؤية الإدارة الأمريكي الجديدة، برئاسة الرئيس المنتخب "جو بايدن".

الكلمات الدلالية