لقاء عباس وحنا ناصر اليوم..
خاص.. هل اقترب موعد الحلقة الأخيرة من مسلسل المصالحة الفلسطينية؟

راديو الشباب – متابعة خاصة – عمار البشيتي
مع انقضاء عام 2020 ودع الفلسطينيون عاما جديداً بلا مصالحة، ولا انتخابات، ومع دخول العام الجديد 2021، بدأت بوادر أمل تلوح بالأفق، عندما تبادل طرفي الانقسام الرسائل الخطية الإيجابية، مما فتح الباب مجدداً أمام مصالحة، قد تكون تاريخية بعد أكثر من 14 عاماً على الانقسام.
حيث تفاجأ الفلسطينيون عندما تقدّمت حركة حماس بموافقة خطيّة إلى الرئيس أبو مازن لإجراء الانتخابات العامّة (الرئاسيّة والتشريعيّة)، وسط توقّعات بصدور المرسوم الرئاسي بإجراء الانتخابات.
ماذا قالت لجنة الانتخابات
وقال المدير التنفيذي لـ "لجنة الانتخابات المركزية" هشام كحيل، أن تحديد مواعيد الاقتراع، سيتم بعد صدور أكثر من مرسوم رئاسي بهذا الخصوص، مؤكدا أن "لجنة الانتخابات" جاهزة من الناحية الفنية لإجراء هذه الانتخابات فور صدور المرسوم.
تعليق حركة فتح
وأما القيادي في حركة فتح جبريل الرجوب قال: "نحن محكومون بسقف زمني مداه 6 أشهر لإنجاز الانتخابات وإننا في حركة "فتح" ملتزمون بذلك، وكلنا جادون بالتوجه إلى انتخابات لتجديد شرعية النظام السياسي الفلسطيني وتحقيق وحدتنا.
لقاء موسع في القاهرة
وذكرت مصادر خاصة لراديو الشباب أن الرئيس سيقوم بدعوة الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لاجتماع بعد إصدار المرسوم في القاهرة.
تعليق حركة حماس
قال القيادي في حركة حماس خليل الحيّة: "إن حركة حماس تتعهد بعدم تعطيل الانتخابات، وأن تشارك فيها بطريقتها الخاصة"، مضيفا إذا أعلن رئيس السلطة محمود عباس الذهاب للانتخابات من الغد ستقبل حماس بذلك.
وأشار إلى أن نداء الوحدة والشراكة هو عنوان المرحلة، ولنكن يدا واحدة ضد التطبيع والضم والاستيطان وسرقة الأراضي والتنسيق الأمني البغيض.
ولكنَّ! يتساءل كثيرون.. هل نتابع الحلقة الأخيرة من حلقات مسلسل المصالحة الفلسطينية؟
وهل تنتهي بنهاية سعيدة يتم فيها إعلان إتمام الوحدة الوطنية والعودة إلى الشعب ليقول كلمة الفصل عبر صناديق الاقتراع؟
خبراء ومحللون
رصد لكم موقع راديو الشباب آراء خبراء ومحللون، حيث أكدوا أن كل جولة تبدأ بتبادل الرسائل الإيجابية بين طرفي الانقسام ثم تدخل الفصائل في جولات الحوار، تستمر لأيام وربما أشهر ومع الاقتراب من إنجازها وإعلان التوافق، تحدث الانتكاسة وتفشل الجهود وتتبدد نتيجة شيطان التفاصيل.
لماذا لا تتم المصالحة؟
ويضيف خبراء لو كانت الأطراف المتصارعة جدية في تسوية الخلاف، ربما تتحقق المصالحة، ويعزي بعضهم فشل جولات المصالحة السابقة لعدم وجود إرادة سياسية لإنهاء الانقسام لأن الطرفين (فتح وحماس) لهما علاقات خارجية لها يد في استمرار الانقسام وتعميقه.
ويكشف البعض عن وجود مستفيدين كثر من الانقسام خاصة في قيادة السلطة وأطراف في حماس بغزة، وهذا ما يعطل إنجاز المصالحة؛ لأنها ستنهي مراكز قوى قائمة ومصالح شخصية متحققة من وراء الانقسام.
هل اختفت مراكز القوى المعطلة للمصالحة؟
قالت مصادر خاصة في رام الله لموقع راديو الشباب: "إن تيارات حركة فتح تدير فيما بينها صراعا من نوع آخر، قالت إنه صراع مراكز القوى التي يريد كل منها إثبات قوته في قيادة الحركة عبر إبعاد غزة وتهميش قيادتها وإبقاء الانقسام".
وأن المعركة لذلك تدور في الخفاء، لكنها ظهرت إلى العلن مؤخراً، وساهمت فيها بعض القوى الفاعلة في اللجنة المركزية لحركة فتح، وتركيزهم الأكبر هو تغييب تام لقطاع غزة واستمرار بقاء الانقسام لتغييب مؤسسات السلطة واحتكار القرار الوطني والفتحاوي فيهم.
وذكرت تلك المصادر لـ موقع راديو الشباب أن الصراع الأبرز بين أعضاء "المركزية" يشتعل من جهة بين حسين الشيخ وماجد فرج من جانب، وتوفيق الطيراوي الذي يعتبر أحد "صقور" اللجنة المركزية ويمتلك نفوذاً وثقلاً يؤهله للعب دور "بيضة القبان" وعزام الأحمد في تمرير القرارات بإتمام المصالحة أو تعطيلها.
وأما حركة حماس فإن تيار الصقور فيها يرغب بتصدّر المشهد الفلسطيني بأي ثمن ويعني بأن يكون له المسؤولية على قطاع غزة وهو يطمح بالسيطرة على الضفة الغربية، ويعتبر أن بقاء اتفاقيات أوسلو يعني عدم وجود موقف ورؤية واحدة، ويطالب بالتبرّؤ من اتفاق أوسلو ووقف المفاوضات وإلغاء التنسيق الأمني لإتمام المصالحة.
ويعتبر هذا التيار في حماس أن أي تصوّر يختلف عن رؤيته تلك يندرج في باب الخيانة الوطنية.
المصالحة الفلسطينية بعيدة المنال
وأمام كل ذلك تتواصل لقاءات قادة الفصائل في مختلف الدول العربية والغربية، لرأب الصدع الفلسطيني وتوحيد الصف، ثم يعودوا إلى نقطة الصفر بلا اتفاق، ويترقب الفلسطينيون جولة جديدة من الحوار في دولة جديدة، متسائلا هل تكون رحلة جديدة لطرفي الانقسام دون النظر إلى معاناة شعبهم.
لذا يدرك الفلسطينيون أن الواقع ليس مفروشاً بالورد والزمرد، إنما هو عبارة عن متصارعات حزبية لتحقيق المصالح لشذاذ الأفق متهما قادة الفصائل أنهم ابتعدوا عن الهدف الأساسي نحو التحرر الوطني والوصول إلى القدس.
يُشار إلى أن لقاء يجمع، الرئيس الفلسطيني محمود عباس برئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر، مساء اليوم السبت بمقر المقاطعة بمدينة رام الله، لبحث مواعيد إجراء الانتخابات الفلسطينية.