في ظل حصول مؤسسات الاحتلال الأمنية على عشرات الإنذارات حول تنفيذ عمليات أثناء الاحتفال بعيد "العرش" اليهودي، قرر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد جلسة تشاور أمني، غدا الأحد، لبحث الأوضاع الأمنية.
وذكرت قناة "13"، مساء الجمعة، أن جلسة التشاور الأمني سيشارك فيها كل من وزير الأمن يوآف غالانت ورئيس هيئة أركان الجيش هرتسي هليفي وقيادات عسكرية وأمنية أخرى.
وأشارت القناة إلى أن النقاش خلال الجلسة سيتطرق إلى قضية تدنيس المستوطنين المسجد الأقصى أثناء الاحتفال بعيد "العرش".
وفي السياق، قرر جيش وأجهزة أمن احتلال الإسرائيلي رفع مستوى الاستعداد لمواجهة محاولات لتنفيذ عمليات مقاومة أثناء الاحتفال بعيد العرش.
وذكرت قناة "كان" التابعة لسلطة البث الإسرائيلية، الليلة الماضية، أن مؤسسات الاحتلال الأمنية والاستخبارية حصلت على إنذارات حول إمكانية تنفيذ عشرات العمليات يوميا أثناء الاحتفال بعيد العرش، الذي يمتد لسبعة أيام.
ولقتت القناة إلى أن ارتفاع عدد الإنذارات بشأن تنفيذ العمليات دفع الجيش إلى اتخاذ احتياطات كبيرة، على رأسها تكثيف دورياته على طول الخط الفاصل بين إسرائيل والضفة الغربية؛ فضلا عن تعزيز شرطة الاحتلال وجودها في محيط الكنس اليهودية.
وحوّلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي البلدة القديمة من القدس منذ صباح اليوم السبت، إلى ثكنة عسكرية مع بدء أولى الاحتفالات اليهودية بما يسمى عيد العرش، التي تستمر حتى السابع من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وكانت قوات الاحتلال قد أرغمت صباح اليوم العشرات من أصحاب المحال التجارية في سوق القطانين المؤدي إلى المسجد الأقصى لتمكين المستوطنين من القيام بصلوات وطقوس تلمودية داخل السوق، حيث وصلت منذ الصباح مجموعات من هؤلاء المستوطنين إلى هناك، وشرعت بأداء طقوسها الاستفزازية.
ويعد "عيد العُرش" أحد "أعياد الحج" الثلاثة لدى اليهود وفق النصوص الدينية، وتسعى جماعات الهيكل خلاله لإدخال القرابين النباتية إلى المسجد الأقصى، وزيادة أعداد المقتحمين طوال أيامه الثمانية التي تنتهي بيوم "ختمة التوراة".
وفي هذا الإطار، توعدت جماعات الهيكل المزعوم، خلال العيد بكسر الأرقام السابقة لأعداد المقتحمين للمسجد الأقصى؛ حيث أعلنت تلك الجماعات أنها ستوفر لأجل ذلك المواصلات المجانية من مختلف المناطق، وستوفر أيضاً الوجبات الخفيفة على باب المغاربة.
وعلاوة على ذلك، دعت جماعات الهيكل إلى صلاة صباحية مضافة في الأقصى للدعاء "لتطهير الهيكل"؛ أي لإزالة الأقصى من الوجود، تسبقها صلوات ترافقها الموسيقى في القصور الأموية، وذلك بعد غد الاثنين، الموافق لليوم الثاني لاقتحامات "عيد العُرش".
ودعت منظمة "جبل الهيكل في أيدينا" جمهورها إلى التبرع لتحقيق هذه الغاية؛ عارضة أمامهم أدوات عدة يمكن تمويل المنظمة من خلالها.
وتتخذ جماعات الهيكل المتطرفة من عيد العرش التوراتي مناسبة سنوية لرفع أعداد المقتحمين السنوي، باعتباره أحد "أعياد الحج" الثلاثة وفق النصوص الدينية، ويمتد لثمانية أيام، ويشكل ذروة موسم الأعياد الطويل؛ ما يجعل تعويل تلك الجماعات عليه مضاعفاً للتقدم في أجندتها لتهويد المسجد الأقصى.
وتزامن تصعيد جماعات الهيكل هذا العام مع الذكرى الثالثة والعشرين لهبّة القدس والأقصى في عام 2000، حين اقتحم وزير جيش الاحتلال آنذاك المسجد الأقصى، ما سبّب مواجهات وانتفاضة عارمة وارتقاء عشرات الشهداء والجرحى برصاص قوات الاحتلال التي اقتحمت الأقصى وأطلقت النار عشوائياً على المصلين.
من ناحية ثانية، ذكر موقع صحيفة "معاريف" أنه على الرغم من إعلان مصر عن التوصل إلى تفاهمات بين إسرائيل وحركة حماس بشأن "عودة الهدوء" إلى الحدود مع قطاع غزة، فإن جيش الاحتلال يتوقع انفجار تصعيد جديد في المستقبل.
وذكر الموقع أمس أن محافل عسكرية في تل أبيب تقدر أن تجربة الأشهر الأخيرة تدلل على أنه حتى عندما يسود الهدوء على الحدود فإنه يكون هدوءاً "هش".
وحسب هذه المحافل، فإن احتمال اندلاع تصعيد بين إسرائيل وفصائل المقاومة في قطاع غزة في المستقبل سيظل مرتفعا.