المصالحة العربية في الخليج العربي وانعكاسها على القضية الفلسطينية
نشر بتاريخ: 2021/01/07 ( آخر تحديث: 2025/05/06 الساعة: 18:31 )
القمة الخليجية في العلا

 - خاص - سوار أبو قمر

تشهد المنطقة العربية هذه الأيام حراكا سياسيا؛ لمحاولة رأب الصدع العربي العربي، وتحديدا قضية المقاطعة العربية لدولة قطر، حيث نجحت المساعي التي قادتها الكويت، لحضور قطر قمة الخليج في العلا بالمملكة العربية السعودية، وحمل بيانها الختامي إعلانا رسميا لعودة العلاقات الكاملة بين دولة قطر ودول المقاطعة الأربع السعودية، الإمارات، البحرين، ومصر.

الأمر الذي أثار تساؤلات وإطروحات عدة حول دوافع ذلك الإعلان، وما ارتباطه بالمتغيرات السياسية الأخيرة؟ وكيف سيكون تأثيره على المشهد الفلسطيني؟

توقيع بيان القمة الخليجية الـ41 في العلا بالمملكة السعودية

إعلان طبيعي وغير مستغرب:
يرى الكتاب والمحلل السياسي طلال عوكل أن الخلاف "الخليجي الخليجي"، لم يكن عميقا للدرجة الذي ستطيل أمده لأكثر من ذلك، فبالتالي كان من المتوقع أن تُعقد قمة خليجية، ويتم الإعلان عن عودة العلاقات مع دولة قطر في نهاية المطاف.

وأشار عوكل في حديثه لموقع راديو الشباب إلى أنه وبالرغم من وجود استراتيجيات متضاربة للدول الخليجية في المنطقة، إلا أن تلك الأدوار لم تكن سببا قويا لمنع عودة العلاقات.

المشهد الفلسطيني

وأكد عوكل على أن عودة العلاقات بين دول الخليج يصب في مصلحة الفلسطينيين؛ من خلال تخفيف حدة التناقضات بين أقطاب المشهد السياسي والذي قد يُترجم إلى توافق فلسطيني فلسطيني.

وأشار إلى أن التوافق الخليجي سيلعب دورا هاما في تصحيح مسار المشهد السياسي "الفلسطيني  - الإسرائيلي"، نحو إعادة إحياء المفاوضات على أساس حل الدولتين وتعديل بنود صفقة القرن.

من جانبه اعتبر الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله، أن ما جاء في القمة حول القضية الفلسطينية هو الموقف الرسمي الذي يكرره أي لقاء عربي سواء القمة العربية أو الجامعة العربية أو حتى في مجلس التعاون الخليجي، فهو موقف لم يعد ينسجم مع الواقع بعد العلاقات التي فتحت بين إسرائيل وبعض دول الخليج وهذا يأتي كنوع من رفع العتب.

وأضاف عطا الله في حديثه لـ"راديو الشباب"، أن التحالفات الآن اختلفت فالسلطة أصبحت قريبة من قطر وابتعدت عن باقي الدول الخليجية، متوقعا أن يكون تأثير قمة العلا الخليجية على المشهد الفلسطيني هامشي.

الدعم المالي

واستبعد عطا الله، أن تشهد الأزمة المالية للسلطة انفراجة بعد القمة الخليجية، لأن الدعم المالي وخاصة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين متعلق بالإدارة الأمريكية، لافتا إلى أنه من المتوقع مع تولي المرشح الديمقراطي جو بايدن للرئاسة الأمريكية أن تحل الأزمة على عكس ما قام به ترامب من تجفيف للموارد المالية.

وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قد رحب بعقد قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربي في المملكة العربية السعودية، متمنياً النجاح لهذه القمة في تحقيق أهدافها بلم الشمل ووحدة الصف العربي إزاء التحديات التي تواجه أمتنا.

وثمن الجهود المقدرة لدولة الكويت الشقيقة لرأب الصدع بين الأشقاء في دول الخليج العربي، وعقد هذه القمة الهامة، مُشدداً على أن تحقيق المصالحة بين الأشقاء في دول الخليج يعزز العمل العربي المشترك والدفاع عن قضايا أمتنا وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية.

من جانبه أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن اتفاق التضامن الذي شهدته القمة بحضور قادة دول مجلس التعاون الخليجي وجمهورية مصر العربية الشقيقة، إنجاز عربي وإسلامي كبير، ويعزز العمل العربي المشترك والدفاع عن قضايا أمتنا، وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية.

واعتبر أن ما تم هو انتصار لإرادة الخير والوحدة والتضامن، وطي صفحة الخلاف بما يؤسس لمرحلة جديدة واعدة على صعيد المنطقة؛ ما سينعكس إيجابًا على إعادة الاهتمام بالقضية الفلسطينية ودعم حق شعبنا الفلسطيني بالخلاص من الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

ويظل الفلسطينيون ملتزمون بدورهم في رد الفعل، ينتظرون انعكاس التطور العربي الجديد على القضية ومستقبلها، ويترقبون ما ستفصح عنه الأيام القليلة القادمة.