الذكاء الاصطناعي يصل إلى عالم الأموات
نشر بتاريخ: 2023/06/12 (آخر تحديث: 2025/05/11 الساعة: 06:07)

 

في مجال لا يزال يلفه غموض كبير ويثير تساؤلات كثيرة، تتيح شركات لزبائنها إمكانية البقاء على اتصال افتراضي مع أشخاص فارقوا الحياة، بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، حسب وكالة «الصحافة الفرنسية».

وتجلس «ريو سون يون» في فيديو ترويجي، أمام ميكروفون وشاشة عملاقة، يظهر فيها زوجها الذي توفي قبل بضعة أشهر. ويقول لها: «عزيزتي. هذا أنا»، لتنهمر دموعها وتبدأ ما يشبه الحوار معه.

ويوضح رئيس قسم التطوير في شركة «ديب براين إيه آي» جوزيف مورفي، تفاصيل بشأن البرنامج المسمى «ري ميموري»: «نحن لا ننشئ محتوى جديداً»؛ أي إن هذه التكنولوجيا لا تولّد عبارات لم يكن المتوفى لينطق بها أو يكتبها خلال حياته.

ويذكر أن المبدأ نفسه تعتمده شركة «ستوري فايل» التي استعانت بالممثل ويليام شاتنر البالغ 92 عاماً، كوجه ترويجي على موقعها.

ويقول ستيفن سميث، رئيس هذه الخدمة التي يستخدمها الآلاف بحسب الشركة، إن «نهجنا يقوم على الاحتفاظ بالسحر الخاص بهذا الشخص لأطول فترة ممكنة» خلال حياته، «ثم استخدام الذكاء الاصطناعي».

وفي الصين، تقدم شركات متخصصة في تنظيم الجنازات إمكانية التفاعل افتراضياً مع الأشخاص المتوفين أثناء جنازتهم بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي.

وتسعى شركة «سومنيوم سبايس»، ومقرها لندن، للاعتماد على الميتافيرس لأن تصنع نسخاً افتراضية عن المستخدمين خلال حياتهم، سيكون لهم وجود خاص، من دون تدخل بشري، في هذا العالم الموازي بعد وفاتهم.

والسؤال الذي يُطرح هنا هو: لأي مدى يمكن القبول بوجود افتراضي لشخص محبوب متوفى يمكنه، بفضل الذكاء الاصطناعي التوليدي، قول أشياء لم يقلها قبل وفاته؟

ويوضح مدير خدمة «ري ميموري» التي تضم بضع عشرات من المستخدمين، أن هذه التقنية «موجهة لفئة محددة، وليست قطاعاً للنمو»، مضيفاً: «لا أتوقع أن يحقق ذلك نجاحاً كبيراً».

وأجرت أستاذة علم النفس الطبي في جامعة «جونسون آند ويلز» ماري دياس، مقابلات مع العديد من مرضاها الذين يعيشون مرحلة حداد، حول الاتصال الافتراضي مع ذويهم المتوفين. وتوضح أن «أكثر إجابة شيوعاً كانت: أنا لا أثق في الذكاء الاصطناعي. أخشى أن يقول شيئاً لن أتقبله».