راديو الشباب ( خاص )
أثار الإعلان عن " قائمة انتخابية مشتركة " بين حركتي فتح و حماس ، ردود فعل وتساؤلات كثيرة في الشارع الفلسطيني , حول الغاية والدوافع والتوقيت وإمكانية تحققها .
وأما هذه التساؤلات شكك مراقبون و سياسيون فلسطينيون في نجاح هذه القائمة ، واصفين هذه اللقاءات بانها تهدف لضمان تقاسم " الكعكة " .
تقاسم المقسم
وقال القيادي في حركة فتح توفيق أبو خوصة :" إن الحديث عن قائمة مشتركة هو نتاج خيالات المتحاورون من طرفي الانقسام , وأرى أنها لا تمثل سواهم وستظل تمثل رغباتهم الشخصية فقط , ولن تتعدَ كونها " فنكوش " مثل غيرها من الأفكار التي ساعدت الظروف القاتمة و القائمة على طرحها , ولكن ليس بهذه الطريقة يتم علاج القضايا الوطنية الكبرى , وليس بمجرد التصريحات الصحفية والفرقعات الاعلامية والتقاء المصالح يتم انهاء الانقسام ".
وأوضح أبو خوصة في تصريحات لراديو الشباب " انه منذ سنوات الانقسام الأولى الاتفاق مع حركة حماس كان على تقاسم المقسم , وتقديم المصالح الحزبية والشخصية على حساب عذابات الناس والتنكر لحقوقهم وقضايا الوطن الكبرى , لكن وعي الشعب صار أنضج من أن يتم تمرير أي مخططات مشبوهة أو مستوردة ".
قتل الديمقراطية
من جهته قال عضو المجلس الوطني الفلسطيني نبيل الكترى : " ما صدر عن المتحاورون في اسطنبول يشبه ما صدر عنهم على مدار سنوات الانقسام وعن حواراتهم السابقة واتفاقاتهم المتكررة , فالمتحاورون بقصد إنقاذ القضية الفلسطينية لا يمتلكون القرار المستقل لارتباط القيادتين بمواقف إقليمية وارتباطات دولية تحكمها المصالح الحزبية , وحسابات المصالح الضيقة والخاصة , بالإضافة للرفض الشعبي وانعدام الثقة الجماهيرية في كلا القيادتين".
وأضاف الكتري في تصريحات لراديو الشباب " الحديث عن قائمة مشتركة يهدف لضمان تقاسم " الكعكة " وسيؤدي لمزيد من المعاناة لشعبنا على اعتبار أن الخطوة تعني قتل الديمقراطية والقفز على مبدأ الشراكة السياسية الحقيقية المتمثلة بالضرورة في تواجد الكل الفلسطيني على طاولة أي اتفاق ".
ضد من ستكون هذه القائمة
ورأى عضو المكتب السياسي لحزب الشعب خالد منصور، " أن توجه فتح وحماس للقائمة المشتركة يهدف إلى تقاسم السلطة والنفوذ " .
وقال منصور : " تصارعت فتح وحماس في البداية على السلطة والآن يريدان الدخول بقائمة مشتركة لتقاسم السلطة والنفوذ"، متسائلا , "ضد من ستكون هذه القائمة المشتركة؟ ".
لن تنھي الانقسام
من جهته شكك الكاتب و المحلل السياسي سفيان أبو زايده " في قدرة ممثلي حركة حماس في الحوار على اقناع قيادة الحركة في الداخل بفكرة " القائمة الانتخابية الموحدة ", متسائلاً " ھل ھناك اتفاق بین حماس الداخل و حماس الخارج على ھذا التوجه , وھل كل قیادات فتح متفقین على ھذه الرؤیة ؟ ".
وقال أبو زايدة:" إن إجراء الانتخابات على قاعدة الدخول في قائمة مشتركة بین فتح وحماس قد تسمى عملیة انتخابية و لكن لیس لھا علاقة بالديمقراطية ولن تنھي الانقسام الفلسطیني ولن تؤدي الى إصلاح النظام السياسي الفلسطيني ، ھذه الانتخابات سیكون ھدفھا تثبیت ماھو قائم بكل ما یحمل من سلبیات وتردي وعجز للحالة الفلسطينية القائمة حالیا".
مضيفاً بأن " الانتخابات العامة تختلف عن انتخابات المؤتمر السابع لحركة فتح ھناك , حیث جلست الأجھزة الأمنیة وفلترت القوائم بالاسم , وحذفت من حذفت و أضافت من أضافت , فالانتخابات العامة لا تستطیع الأجھزة الأمنیة أن تفعل ما تشاء والا ستتحول الانتخابات الى مھزلة مطعون في شرفھا و نزاھتھا و شرعیتھا.
ويأتي الحديث عن " قائمة انتخابية مشتركة " بين طرفي الانقسام في ظل انقسام عميق في حركة فتح منذ سنوات , في ظل مطالبات وحملات متكررة يقودها النائب محمد دحلان , وتيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح , منذ سنوات , بضرورة إعادة الحكمة للحركة واستعادة شبابها وإعادة هيكلة مؤسساتها باعتبارها عمود الخيمة , وأم المشروع الوطني الفلسطيني , كأساس وقاعدة انطلاق للذهاب للمصالحة الوطنية الفلسطينية وانهاء الانقسام .