- عمار البشيتي
بعد أن أعلنت حركتا فتح وحماس، الموافقة على إجراء الانتخابات بالتتالي، وتبادلت الحركتان الرسائل الخطية المكتوبة وبعض التصريحات الناعمة لقياديين من الحركتين.
تتجه أنظار الفلسطينيين صوب البدء الفعلي والعملي بتنفيذ مخرجات هذا الانسجام المفاجئ، والذي اعتبره البعض اختراق نوعي ربما يقضي إلى إنهاء الانقسام وتقديم رؤية عملية لذلك.
ويأمل المواطنون في هذا الوقت، الذي يشهد حالة فريدة من التناغم في العلاقة بين فتح وحماس، أن يصل إلى وحدة وطنية شاملة على أسس وطنية سليمة وإجراء الانتخابات، وإعادة بناء المؤسسات وتفعيل السلطات التشريعية والتنفيذية كافة؛ لمواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية ومخططات التوسع الاستيطاني، وأن تتوج هذه الحالة بطي صفحة الانقسام، والشروع بفتح صفحة جديدة للمصالحة الوطنية.
الرسالة الأولى من حماس إلى عباس
بدأت حالة التوافق بموافقة الرئيس أبو مازن على مضمون رسالة خطية، تسلمها من إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، تتضمن إنهاء الانقسام وبناء الشراكة وتحقيق الوحدة الوطنية من خلال انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بالتمثيل النسبي الكامل وبالتتالي.
حيث رحب الرئيس بما جاء في الرسالة بشأن إنهاء الانقسام وبناء الشراكة وتحقيق الوحدة الوطنية من خلال انتخاباتٍ ديمقراطية بالتمثيل النسبي الكامل، انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني والترابط.
الرسالة الثانية "رد عباس إلى حماس"
قابل الرئيس رسالة حماس برسالة أخرى كتب فيها رده، حيث أكد الرئيس عباس بالرسالة، التزامه والتزام حركة (فتح) ببناء الشراكة، وتحقيق الوحدة باعتبارها هدفاً استراتيجياً، معتبراً أن الحوار الوطني، هو الطريق لتجسيد ذلك.
آراء المواطنين
موقع راديو الشباب تابع ردود فعل الشارع الفلسطيني واستطلع آراء عينة من الشباب، ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي والتي تباينت، بين أمل إجراء الانتخابات وتطبيق المصالحة، ويأس من إتمامها.
قال المواطن عبد الله القاضي: "ولا عمرها بتصير انتخابات لأن المصالحة فيها كثير من الأمور المعقدة بغض النظر عما يتم تصريحه وكل مرة بنسمع تصريحات هيك ولكن ما بيصير شي على أرض الواقع".
بينما قال الحاج اسماعيل عقلة " لن يكون هناك صلح ولا انتخابات إذا لم يتم الاتفاق على بعض البنود تعود الى العام 2006 وما حدث في تلك الفترة وأمور أخرى تراكمت على مر السنين التي مضت الموضوع معقد يجب على الناس التحلي بالصبر".
بينما تنهد المواطن هشام أبو حسون قائلاً: "لا يوجد شيء اسمه الانقسام لأنه أصبح يتوافق مع الطرفين وغزة تديرها حماس والضفة تديرها فتح.. والطرفين متفقين على استمرار الحالة اللي إحنا عليها" وعند سؤاله هل تتوقع أن تتم الانتخابات؟ رد "إن شاء الله تتم ويخلصونا لأنه احنا ازهقنا وربنا يوحدهم ويلم شملهم".
وأما المواطنة إسلام النواجحة اختلف رأيها حيث قالت: " نشعر أن هناك جديه أكثر من أي وقت مضى في إنجاز المصالحة وإجراء الانتخابات وإنهاء الانشقاق".
وأضافت أن حماس وفتح تدركان أن الوضع الفلسطيني بحاجة سريعة وجادة إلى تحقيق إجراء الانتخابات وإنجاز المصالحة حتى تذهب موحدة في القرارات السياسية ولا أحد له مصلحة بإبقاء الوضع على حاله".
بعض الردود على الفضاء الأزرق "سوشال ميديا"
موقع راديو الشباب تابع ردود الأفعال من قبل رواد التواصل الاجتماعي فيسبوك حول رد الرئيس عباس على رسالة حماس وملف المصالحة
وكانت على النحو التالي حيث كتب الناشط رامي أبو قوطة على صفحته بفيس بوك "رغم كل التعليقات المتناقضة والاختلاف بين السلبيات والايجابيات إلا إننا موحدون بالهدف والجوهر ويبقى شعبنا وقياداتنا أصيلا فصبوا القهوة والشاي لو سمحتوا" تعبيرا منه عن إطالة مدة تطبيق المصالحة وإجراء الانتخابات.
بينما كتب الناشط ثائر البنا "اللهم الف بين قلوب الفلسطينيين ووحد صفوفهم واجمع شلمهم والف بينهم على الحق المبين والصراط المستقيم يا رب العالمين"
وكتبت الناشطة أم خالد" حسبنا الله ونعم الوكيل في كل ظالم مخالف للمصالحة هو فيه زي الوحده يا قياده فلسطين حرام عليكم في رب كاشف وشايف.. الله يوليها للصالح يارب".
ويدخل الانقسام الفلسطيني عامه الخامس عشر بحلول عام 2021، حيث تعثرت كل محاولات المصالحة الممتدة ما بين ظلال الأهرام وستار الكعبة وساحل غزة وتلال رام الله وسخونة الدوحة وصقيع موسكو وجبال صنعاء وشواطئ بيروت.
وأدى الانقسام إلى تفسخ النظام السياسي الفلسطيني، وشكل خطرا على المشروع الوطني الكبير وأحلام الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس، خاصة مع توالي مشاريع تصفية القضية الفلسطينية.