أوضاع قاسية عاشها أسرى النقب في ظل المنخفض الجوي
نشر بتاريخ: 2020/12/18 ( آخر تحديث: 2025/05/06 الساعة: 12:24 )

 

أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى، أن الأسرى في سجن النقب الصحراوي عانوا من أوضاعًا معيشية وصحية قاسية للغاية في اليومين الماضيين خلال المنخفض الجوي الذي ضرب المنطقة، في ظل استهتار الاحتلال بحياتهم وعدم السعي لتحسين ظروف اعتقالهم.

الباحث "رياض الأشقر" مدير المركز أوضح أن الأسرى في سجن النقب الذين يزيد عددهم عن ألف أسير اشتكوا من سوء الأحوال الجوية التي أدت في أوقات الليل إلى تجمد أطرافهم نتيجة البرد القارس والمطر الشديد الذي صاحب المنخفض الجوي خلال الأسبوع الماضي، حيث وصلت درجات الحرارة في بعض الأوقات إلى ما دون الصفر، مما سبب معاناة كبيرة وخاصة للأسرى المرضى.

وأضاف الأشقر أن الأسرى في النقب يفتقدون إلى وسائل التدفئة، إضافة إلى أن تركيبة الأقسام لا تحمي الأسرى من مخاطر المنخفضات، حيث تتسرب الأمطار إلى غرفهم وخيامهم، وكذلك الرياح الشديدة التي تسبب لهم الانتكاسات الصحية وخاصة الانفلونزا والربو والالتهابات الصدرية، مما يشكل خطورة على حياتهم في ظل انتشار جائحة كورونا.

وأشار الأشقر إلى أن الأسرى هذا الشتاء يتميز عن غيره من الأعوام السابقة باستغلال الاحتلال لجائحه كورونا، ووقف برنامج زيارات الأسرى بشكل كامل منذ شهر مارس الماضي، الأمر الذى أدى إلى نقص شديد في الملابس لدى الأسرى حيث تعتبر زيارات الأهل، السبيل الوحيد لتوفير الملابس لهم، مما سبب لهم معاناة مضاعفة مع دخول الشتاء .

وأفاد "الأشقر" بأن أوضاع الأسرى في سجن النقب تزداد صعوبة في ظل استمرار إدارة السجن في منع إدخال الأغطية والملابس الشتوية الثقيلة التي تقيهم من البرد، وانعدام وسائل التدفئة في السجن، وتقليص كمية الماء الساخن الذى يصل للأسرى، مما يعرضهم للإصابة بالعديد من الأمراض في ظل استهتار الإدارة بشكل كامل في تحسين أوضاعهم المعيشية لتجاوز تداعيات هذه الظروف.

وحذر "الأشقر" من الخطورة الشديدة على صحة الأسرى الذين يعانون من مناعة جسدية ضعيفة ويتأثرون بشكل كبير بتلك الأحوال ولا تستطيع أجسادهم مقاومتها، مما يشكل خطرًا على حياتهم، خاصة مع انتشار جائحة كورونا، وعدم تقديم رعاية طبية مناسبة من إدارة السجن، الأمر الذى يؤدي إلى تردي صحتهم بشكل كبير.

وبين" الاشقر" بأن أكثر الأقسام تأثرًا ومعاناة تلك التي لا تزال قائمة على الخيام، حيث تتسرب إليها الأمطار وتؤدي لإتلاف ملابسهم وأغطيتهم وأماكن النوم، ولا تقي الأسرى من البرد والصقيع، وفي بعض الأحيان تشتد سرعة الرياح و تؤدي إلى اقتلاع الخيام أو تمزيقها، وتماطل الإدارة في استبدالها لفرض مزيد من التنكيل بهم.

واعتبر "الأشقر" عدم تجاوب الاحتلال مع المناشدات التي أطلقتها المؤسسات والجمعيات الحقوقية والمعنية بقضية الأسرى هو استهتار بالقوانين الإنسانية، وتهدف إلى قتل الأسرى تحت تأثير هذه الظروف المناخية الصعبة التي تضاف إلى الجرائم التي ترتكب بحقهم.

وجدد "مركز فلسطين" مطالبته لكافة المنظمات الإنسانية والحقوقية بضرورة التدخل العاجل، والضغط على الاحتلال لتوفير احتياجات الأسرى بشكل عاجل في مثل هذه الظروف، وإدخال الأغطية والملابس لهم بما يكفي حاجتهم، ووقف كل الإجراءات التنكيلية بهم.