تسود حالة من الترقب في الشارع الفلسطيني كما هو الحال في جميع دول المنطقة والعالم، حيال إمكانية ارتفاع أسعار السلع الأساسية كالطحين والحبوب؛ نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.
ومع حلول شهر رمضان المبارك يتفاعل الغزيون بمزيج من السخط والسخرية مع توقعات ارتفاع محتمل على أسعار غالبية السلع والبضائع، منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي تضغط بقسوة على الفئات الهشة والأشد فقرا في قطاع غزة، الذي يعاني أساسا ويلات الحصار الممتد منذ 15 عاما.
تاجر المواد الغذائية والتموينية أبو اسماعيل خليفة أكد لـ"راديو الشباب" أن الجهات المختصة تبذل جهودا لضبط الأسعار، ولكن واقع السوق مختلف عن نشرات الأسعار الرسمية، والمواطن البسيط يعاني "غلاء فاحشا" طال كل شيء في السوق.
وضرب خليفة مثلا بمادة السميد، التي يزيد الطلب عليها واستهلاكها في شهر رمضان، حيث ارتفع سعر الشوال زنة 50 كيلوغراما من 97 شيكل إلى 125 شيكل (30 إلى 38 دولارا)، في حين ارتفع السكر (50 كيلوغراما) من 113 إلى 125 شيكل (34 إلى 38 دولارا).
الطحين وزن 50 كيلوغراما ارتفع بنسبة 10%.
ارتفاع أسعار الزيوت والبقوليات بنسبة 7%.
ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء بشكل كبير بسبب الزيادة الهائلة في أسعار الأعلاف -200 شيكل (60 دولارا) زيادة على الطن الواحد-.
ارتفاع سعر بيض المائدة (بيض الدجاج) من 11 إلى 15 شيكل (3 إلى 4 دولارات) للطبق الواحد (30 بيضة).
ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء بنسبة 6%.
ولفت خليفة إلى أن الارتفاع في الأسعار في غزة أصبح لحظيا، وليس يوميا، ففي كل لحظة قد تشهد السلعة ارتفاعا في سعرها.
أسعار الوقود تتجه إلى الارتفاع خاصة بعد تفجير أرامكو في السعودية
من جهته توقع د. أسامة نوفل مدير دائرة الدراسات في وزارة الاقتصاد بغزة أن أسعار الوقود تتجه إلى الارتفاع خاصة بعد تفجير أرامكو في السعودية مما يشكل أمر خطير على أسعار المحروقات.
وأوضح في حديث خاص لراديو الشباب، أن السلطة لن تستطيع تحمل عبء تثبيت أسعار المحروقات وبالتالي أسعار البترول ستزيد الشهر القادم.
مصادر توريد البترول للقطاع
وبين نوفل أن قطاع غزة يعتمد على مصدرين للبترول وهما مصر و الاحتلال، و أن هذا السبب سيجعل هناك فرق في الأسعار ، وعند ارتفاع سعر البترول القادم من إسرائيل ستضطر حكومة غزة لرفع سعر البترول المصري، ولن تستطيع بيع البترول بسعرين مختلفين.
يجب على السلطة تحمل عبء غلاء البترول
وطالب من سلطة رام الله أن تتحمل عبء غلاء أسعار البترول وتحافظ على سعره المقدر بــ6.33، مؤكداً أن هذا سيجعل القطاع يمر بأزمة خطيرة وسيرافقه ارتفاع لأسعار كافة السلع، لذلك يجب عليها أن تقلل من هذا الخطر".
وبين أن حكومة غزة لا تستطيع أن تتخذ قرارات بتخفيض الجمارك او الحفاظ على الأسعار الا بعد اتخاذ السلطة لهذه القرارات.
رئيس جمعية أصحاب المخابز العجرمي لراديو الشباب
وحول ارتفاع أسعار المخابز يرصد لكم موقع راديو الشباب توضيح رئيس جمعية أصحاب المخابز عبد الناصر العجرمي وحديثه لنا "أن سعر القمح ارتفع عالميا بنسبة 50 % خلال الحرب الروسية الأوكرانية و أن أسعار بيع ربطة الخبز في قطاع غزة بقيت كما هي بأسعارها القديمة في حين نقص وزن الربطة من 3 كيلو إلى 2.6 كيلو الأمر الذي سوف يعود على المواطن بالدفع مرة أخرى من أجل تعويض ما نقص من حجم الربطة .
ارتفاع تكاليف إنتاج الخبز
و أضاف العجرمي أن تكاليف إنتاج الخبز ارتفعت بعدالحرب الأوكرانية بحدود 26 ٪ و أن هامش الربح للمخابز هو صفر بعد هذا الارتفاع و ما تستطيع فعله المخابز في ظل هذا التوقيت هو المحافظة على وجودها فقط منوها إلى انه في حال استمر الوضع على ما هو عليه من استمرار ضغط الحكومة على المخابز فإنها لن تستطيع دفع إيجارها .
و أشار العجرمي إلى أن المشكلة تكمن في أسعار القمح وليس في كميتها فهو متوفر في القطاع ولكن بأسعار عالية مضيفا ان الشح العالمي سببه الأزمة الاوكرانية وذلك لأن الطلب أعلى من العرض و أن معظم مخزونات العالم تستهلك المخزون القديم لأن الفترة الحالية هي فترة الحصاد الجديدة ولا يوجد مخزون قمح لدى الدول.
بينما قال التاجر أحمد أبو الخير، إن الواقع الاقتصادي في غزة متردٍ وهش بالأساس، وجاءت الحرب الروسية لتزيده سوءا، وما يعمق من الأزمة أن المخزون الإستراتيجي من السلع والبضائع ليس كبيرا، لعدم قدرة التجار المادية على التخزين، فتداعيات الحصار عصفت بالكثير منهم، حتى إنها زجت ببعضهم إلى السجون لعدم إيفائهم بالتزاماتهم المالية.