متابعة خاصة - عمار البشيتي
أثار اللقاء المفاجئ الذي جمع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الليلة الماضية بوزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، موجة غضب فلسطينية كبيرة، وسط اتهامات حادة ضد الرئيس عباس، بمواصلة “مسلسل السقوط واللهث خلف المفاوضات مع إسرائيل رغم الحقائق الدامغة ومواصلة الانتهاكات على أرض الواقع”.
حركة الجهاد لإسلامي.. لقاء عباس غانتس انحرافٌ خطيرٌ عن الإجماع الوطني
حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين قالت: "إن هذا اللقاء جاء تكريساً للدور الوظيفي للسلطة التي تبحث عن حلول للخروج من أزماتها وعجزها وفشلها ، على حساب مصالح شعبنا وحقوقه وقضيته الوطنية".
واعتبرت الحركة، أن لقاء التنسيق الأمني بهذا المستوى في الوقت الذي يتعرض فيه شعبنا لواحدة من أشد الهجمات الإرهابية التي يقودها اليمين المتطرف وينفذها جيش الاحتلال الذي يتلقى التعليمات من "بيني غانتس".
وأضافت الحركة: " رئيس السلطة راح يسعى للقاء قادة العدو والتودد لهم وتبادل الهدايا معهم والاتفاق على تعزيز التنسيق الأمني مقابل حفنة من الرشاوى المغلفة بالعبارات التضليلية وتسويق الأوهام. "
واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن اللقاء انحرافٌ خطيرٌ عن الإجماع الوطني وتجاوزاً لإرادة الجماهير المنتفضة في وجه الاٍرهاب اليهودي والاستيطاني الذي لم يُبق منطقة في الضفة والقدس إلا وجعلها هدفاً لمشاريع الضم الاستعماري، وما هذا اللقاء إلا محاولة في سياق مؤامرة خطيرة لا تختلف كثيراً عن "صفقة القرن" التي واجهها شعبنا وأسقطها بوحدته وثباته.
تيار الإصلاح.. لقاء عباس غانتس طعنة في خاصرة شعبنا
اعتبر تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح اجتماع رئيس السلطة محمود عباس بوزير حرب دولة الاحتلال بِني غانتس في منزل الأخير، طعنة في خاصرة جماهير شعبنا التي تواجه بطش الاحتلال في القدس وحصاره لغزة وجرائم قطعان المستوطنين في برقة وغيرها من مدن وبلدات وقرى ومخيمات الضفة الغربية.
واستغرب التيار في بيان له تلهّف عباس للقاء وزراء دولة الاحتلال، في الوقت الذي يتحدث فيه عن خياراتٍ صعبة سيلجأ لها في حال استمرار رفض حكومة الاحتلال الانخراط في عملية سياسية، بينما يذهب لاجتماعاتٍ تتعلق بالتنسيق الأمني لغاياتٍ مرتبطةٍ بضمانات بقائه في منصبه كرئيس للسلطة، وتحصين ذاته إسرائيلياً بعدما خسر كل رصيده الشعبي، والحفاظ على مكتسبات وامتيازات أفراد عائلته، والمقربين منه، حتى إن تم ذلك على حساب معاناة شعبه.
ودعا تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح إلى أوسع إدانةٍ شعبيةٍ ووطنيةٍ وفصائليةٍ لسلوك عباس الذي يطعن خاصرة المواطنين الذين يواجهون بصدورهم العارية عدوان المستوطنين الذين يحميهم جيش غانتس، في الوقت الذي يقدم فيه عباس الهدايا لوزير جيش الاحتلال الذي أمر قواته باقتحام البيرة قبل أن يصل عباس إلى مقاطعته في رام الله.
الجبهة الشعبية.. لقاء عباس غانتس تنكّرًا لدماء الشهداء وعذابات الأسرى
فيما اعتبرت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، زيارة عباس لغانتس تنكّرًا لدماء الشهداء وعذابات الأسرى وكل ضحايا الكيان وقواته التي يقودها المجرم الصهيوني غانتس.
وشدّدت الجبهة على أنّ هذا اللقاء المرفوض والمتعاكس مع المواقف والمطالب الوطنية يؤكّد أنّ رأس السلطة ما يزال يراهن على استجداء المفاوضات سبيلاً وحيدًا لحل الصراع "الفلسطيني – الإسرائيلي"، ويستمر في تجاوز القرارات الوطنيّة الصادرة عن المجلسين الوطني والمركزي وعن اجتماع الأمناء العامين بالانفكاك من الاتفاقيات الموقّعة مع الاحتلال ووقف أشكال العلاقة السياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة معه.
لجان المقاومة.. لقاء عباس غانتس إهانة لدماء الشهداء
وأما لجان المقاومة الشعبية اعتبرت لقاء عباس غانتس جريمة وطنية واهانة لدماء الشهداء وعذابات اسرانا في سجون العدو الصهيوني .
وبينت لجان المقاومة ان استمرار رهان قيادة السلطة على المفاوضات والسلام مع العدو الصهيوني الذين يمارس ابشع الجرائم الفاشية بحق كل مكونات الشعب الفلسطيني هو محاولة لبيع الاوهام من جديد لشعبنا الفلسطيني.
حركة حماس لقاء عباس غانتس جريمة
من جهتها وصفت حركة "حماس" زيارة عباس لغانتس بالجريمة، وعمل مستنكر ومرفوض من الكل الوطني.
وعبرت الحركة في بيان صحفي أصدرته اليوم الأربعاء، عن بالغ إدانتها واستنكارها للقاء الذي تم بين الطرفين،وتعدّه استفزازاً لجماهير شعبنا الفلسطيني ، كما يمثّل استهتاراً بمعاناة الأسيرات والأسرى في سجون العدو الذين يُمارس ضدّهم أبشع أنواع الانتهاكات.
مراقبون: السلطة تثبت انسلاخها عن طموحات شعبنا
مراقبون أكدوا أن السلطة الفلسطينية برعت بمناسبة وبدون مناسبة بإظهار مدى انسلاخها عن طموحات وتوقعات الشعب الفلسطيني وهمومه وقضاياه، ومن أكبر إنجازاتها خلال العقود التي تلت توقيع اتفاقية أوسلو حتى الآن تحويل القضية الفلسطينية من قضية تحرر وطني من الاحتلال، إلى قضية تحسين مستوى اقتصاد الضفة، وتنسيق أمني لخدمة الاحتلال.
مشددين على أن استحقاق الشعب الفلسطيني تجاه هذه السلطة هو محاكمتها شعبياً على الإخفاقات السياسية المتكررة والمتتابعة، وقدرتها الهائلة على تقريب وجهات النظر مع الاحتلال، وتخطي إجراءات تهويد المدن الفلسطينية العريقة، والتغول الاستيطاني، واحتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين لدى الاحتلال، لصالح الجلوس مع الساسة الإسرائيليين.
خاصة أن قياداتها لا تتبع خطة سياسية في التعاطي مع الملفات المحلية الداخلية والإقليمية، وتعتمد في سياستها الداخلية والخارجية على مبدأ اللا مبدأ، والبراغماتية المفرطة التي جعلتها كياناً هجيناً بين كونها ديكتاتورية أمنية على الفلسطينيين، ومندوب تسيير أعمال الاحتلال بأرخص الأثمان التي قد يسير بها احتلال جغرافية محتلة على هذه الأرض.