غزة.. تحضيرات لعلاج مصابي كورونا عن طريق بلازما الدم
نشر بتاريخ: 2020/11/23 ( آخر تحديث: 2025/05/06 الساعة: 18:37 )
فيروس كورونا

غزة - راديو الشباب

أعلن رئيس قسم الصدرية بمجمع ناصر الطبي بخانيونس د. صابر الصرفندي، عن بدء التحضير لبروتوكول إعطاء مصابي فيروس كورونا في قطاع غزة، بلازما مصابين سابقين تعافوا من الوباء.

وبيّن الصرفندي في تصريحاتٍ صحفية، أنه سيتم أخذ بلازما أجسام مضادة بنسبة عالية من المتعافين من الفيروس بعد 28 يوماً من الإصابة.

وأشار  إلى أن البلازما تُفصل عن الدم وتكوينه المعروف من كريات الدم الحمراء، والبيضاء، والصفائح الدموية، عبر أجهزة خاصة، لافتاً إلى أن هذه الطريقة معمول بها في عدة دول حول العالم منها: الولايات المتحدة الأمريكية، إيران، قطر، تركيا، و"إسرائيل".

وأضاف أن نسبة التعافي من الوباء بهذه الطريقة تختلف من شخص لآخر وحتى من مركز لآخر، منوهاً إلى تكوين البلازما نفسه يختلف من إنسان لآخر.

البروتكول الخاص بالعلاج

وذكر الصرفندي، أن البروتوكول العلاجي في القطاع مُتبع أو معمول به عالمياً، وهناك 4 تدخلات علاجية أساسية، موضحًا أن التدخل الأول يتمثل في تزويد المصاب بالأكسجين، وهو مهم جداً بكافة أنواع الأجهزة التي ترفده، فهناك الأكسجين الناتج من أجهزة التنفس الاصطناعي، وهناك الأكسجين عن طريق الجهاز الأنفي (التنفس السريع والتنبيب)، وهناك الأكسجين عن طريق القناع".

أما ثاني هذه التدخلات العلاجية فيتمثل بدواء "كليكسان" أو "هيبارين" (أدوية سيولة الدم)، كون (كوفيد- 19) يعمل على إحداث تجلطات، لافتا إلى أن الجرعة تتحدد للمصاب على ضوء فحص (D-dimer) (تشخيص الحالات التي تُسبب فرط التجلّط) في الدم.

والتدخل العلاجي الثالث، يتمثل في إعطاء المُصابين (كورتيزون) أو "ديكساميثازون" لاسيما مع الحالات التي عندها التهابات واضحة، حيث يتم إعطاؤهم جرعة بمقدار 6 ميليغرام يومياً، على مدار 10 أيام". وفق الصرفندي.

وبين أن التدخل العلاجي الرابع يتمثلُ في مضادات الفيروسات، ومنها "كالتيرا" و"الإنتروفيرون" و"ريبافيرين"، وعلاج رابع غالي الثمن، وهو "ريمديسيفير"، الذي تُقدَّر جرعته للمصاب الواحد بنحو 2000 دولار، وجاري العمل على توفيره.

ونبّه إلى أن هذه العلاجات الأربعة، كانت تُستخدم سابقاً لعلاج فيروسات أخرى كنقص المناعة المكتسبة (إيدز)، و(إيبولا)، والتهاب الكبد الوبائي (C)، وها هي تستخدم اليوم لعلاج فيروس (كورونا).

وحذَّر استشاري الأمراض الصدرية، من كون (كورونا) يصيب الأطفال من كافة الفئات العمرية، مشيراً إلى أن عدداً من الأطفال توفوا بسببه.

وتابع: "يُكوِّن الفيروس التهابات رئوية شديدة لدى الأطفال، والتهابات في غشاء التامور القلبي، وقد يتسبب في بعض الحالات بفشل أجهزة الطفل، خصوصاً المرضى المزمنين في القلب، وذوي المناعة الضعيفة".

وبرغم تشابه الأعراض بين الأطفال والبالغين، لكن بشكل عام تكون أخف على الأطفال، بحسب ما أكد د. الصرفندي.

ونوه إلى أن الأعراض التي تتطلب عناية طبية عاجلة لدى الأطفال، صعوبةً التنفس، وتسرع التنفس، والتنفس الضحل، والشخير، وعدم القدرة على الرضاعة الطبيعية عند الرضع، وازرقاق الشفاه أو الوجه، والشعور بألم أو ضيق في الصدر، وعدم القدرة على الاستيقاظ، والخمول، وعدم القدرة على الشرب أو الاحتفاظ بالشراب دون تقيؤه، وآلام المعدة الشديدة.

وتوقع د. الصرفندي أن قطاع غزة ذاهب نحو الأصعب في المرحلة المقبلة، وبالتالي يجب على الجمهور عدم الاستهانة بإجراءات السلامة العامة والوقاية، وأيضاً على السلطات أن تُشدد متابعتها ورقابتها بهذا الاتجاه.

ولفت إلى أن التجمعات في الأفراح وبيوت العزاء بفلسطين، هي السبب الرئيسي في انتشار العدوى، إضافةً لاستهتار شريحة كبيرة من الأهالي بارتداء الكمامة، والتباعد الجسدي، والمداومة على غسل اليدين؛ حيث ينتشر الفيروس بشكل أساسي عندما تخرج قطيرات تنفسية من الجهاز التنفسي لشخص مصاب أثناء السعال أو العطاس أو الحديث، ثم تدخل إلى فم أو أنف الأشخاص القريبين منه، وبالتالي من الضروري أن يكون هناك تباعد جسدي -على الأقل- متر ونصف.

ومع دخول فصل الشتاء، نوه د. الصرفندي إلى أن العديد من أعراض مرض (كوفيد- 19) تتشابه مع أعراض الإنفلونزا الموسمية، ونزلات البرد، مبيِّنا في الوقت ذاته أن الأعراض تظهر بعد يومين إلى 14 يوماً من التعرض للفيروس، ويمكن أن تتراوح من خفيفة جداً إلى شديدة الخطورة بنسبة 20%، فيما غالبية المصابين لا يعانون من أي أعراض بنسبة تصل 80%.