خطاب الرئيس محمود عباس ضعيف ويخلو من أي إنفعالات وطنية
نشر بتاريخ: 2021/05/20 ( آخر تحديث: 2025/05/06 الساعة: 20:41 )

 

الكلمة المسجلة للرئيس محمود عباس أمام الجلسة الطارئة للبرلمان العربي حول جرائم العدوان الهمجي المستمر  على أبناء شعبنا  لم ترتقِ  لمستوى الحدث وجاءت خالية من أي إنفعالات وطنية ولم تعبر عن أي إحساس بالمسئولية قياساً بما يجري في القدس والضفة الغربية وحرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يتعرض لها قطاع غزة و التي دمرت الأرض والإنسان ، ولم يقدم الرئيس عباس أي عرض لحجم تلك الجرائم كما لم يعلن عن أي خطوات عملية يمكن أن تقوم بها السلطة  الفلسطينية من شأنها كبح جماح العدوان الهمجي على الأقل وقف عمليات التنسيق الأمني أو التحلل من كافة التفاهمات الموقعة مع دولة الكيان أو تفعيل لجان المقاومة الشعبية  وأدوات الإشتباك  أو تشكيل قيادة وطنية موحدة للمقاومة الشعبية بحسب مخرجات مؤتمر الأمناء العامين في سبتمبر أيلول الماضي في رام الله وبيروت.

كلمة الرئيس لم تحمل في جوهرها أي أدوات ضغط  على الإحتلال يمكن لها أن تثنيه عن الكف عن جرائمه بحق أبناء شعبنا الأعزل واكتفى الرئيس بتوجيه نصائحة لجيش الإحتلال بأن ما تقومون به من جرائم يعاقب عليها القانون الدولي ملوحاً بالتهديد أنه سيلاحقهم أمام محاكم جرائم الحرب الدولية، وكأن الرئيس عباس لا يعلم أن دولة الكيان هي دولة فوق القانون الدولي وأنه وبحسب تصريحات نتنياهو  فإن جرائم الجيش الإسرائيلي تجري بالتنسيق الكامل مع الإدارة الأمريكية وبعض الدول الكبرى وربما نسي أو تناسى الرئيس عباس أنه لا يستطيع أن يتقدم بإي شكوى ضد جنرالات الحرب الإسرائيلين وفق تعهده المسبق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA بعدم تقديم أي شكوى ضد الجنرالات الإسرائيلية  مقابل إنضمام السلطة لمحكمة الجنايات الدولية وليس أدل على ذلك من موافقة الرئيس عباس على تأجيل النظر في تقرير جلدستون الخاص بجرائم الإحتلال خلال حرب 2008 واكتفاء الرئيس عباس بتشكيل لجنة من دهامقة حاشيته للنظر في قرار تأجيل تقرير جلدستون تلك اللجنة التي لم تقدم تقريرها لفخامته حتى يومنا هذا .

ذكر الرئيس عباس في كلمته بأننا طلاب سلام لا طلاب حرب  وفي نفس الوقت لن نفرط بإي  من حقوق شعبنا و لم نلمس في كلمته أي خطوات عملية للدفاع عن حقوق شعبنا يمكن البناء عليها حتى أن مسألة الإنتخابات العامة  يقول الرئيس سنجريها عندما تزول الأسباب التي أدت الى تأجيلها "يعني بالبلدي لما ينور الملح" كما وتطرق الرئيس إلى تشكيل حكومة  وفاق وطني  تلتزم بالشرعية الدولية  وتكون مقبولة دولياً وهذا كلام لا يرقَ أيضا لمستوى المسئولية في ظل عدم إزالة آثار الإنقسام  أو ربما يقصد فخامته تشكيل حكومة بثقافة كرزانية حاصلة على ورقة حسن سير وسلوك أمريكية إسرائيلية.
الغريب والمُستهجن في كلمة الرئيس أنها لم تترحم على شهداء أبناء شعبنا ولم تتضمن أي نصوص لرفع المعنويات الوطنية حتى ولو من باب الضحك على اللحى..... اللهم أجر شعبنا في مصيبته وارحم شهدائنا واشفي جرحانا.