محللون إسرائيليون: الأحداث في القدس قد تنعكس على المأزق السياسي الإسرائيلي
نشر بتاريخ: 2021/05/09 ( آخر تحديث: 2025/05/06 الساعة: 10:55 )

 

ربط محللون في الصحف الإسرائيلية الصادرة، اليوم الأحد، بين الأحداث التي شهدتها القدس المحتلة، خلال الأيام الماضية، وبين الأزمة السياسية وعدم القدرة على تشكيل حكومة إسرائيلية، حتى الآن. ووجه قسم من المحللين انتقادات إلى عدوانية الشرطة الإسرائيلية ضد المقدسيين واعتراض حافلات المصلين المتوجهين إلى المسجد الأقصى، أمس.

ووصف المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، اعتراض الشرطة لحافلات المصلين المتجهة إلى المسجد الأقصى لإحياء ليلة القدر، ومواصلة المصلين طريقهم سيرا على الأقدام، أنه “مس شديد بحريتهم بالعبادة، والتي ستأتي ردود فعل في أعقابها بالتأكيد”.

وأضاف هرئيل أن مشاهد اقتحام أفراد الشرطة للحرم القدسي، أول من أمس الجمعة، “والدوس بأقدامهم على سجاد الصلاة وإلقاء القنابل الصوتية، سيكون لها تأثير أسوأ على صورة الوضع. فهذه مشاهد يمكن أن تشعل موجة عنف أشد، داخل الخط الأخضر، في القدس والمناطق (الضفة الغربية)”.

وأشار هرئيل إلى الأحداث في حي الشيخ جراح، ورأى أن “المشكلة في الشيخ جراح لا تنتهي عند عضو الكنيست الكهاني إيتمار بن غفير (الذي نقل مكتبه إلى الحي المقدسي ثم تراجع عن هذه الخطوة الاستفزازية)، أو بعنصريين آخرين يرعاهم رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، خلال محاولاته اليائسة للتمسك بالحكم”.

وأردف أنه “في صلب الوضع القرارات التي تتخذها الشرطة، وخاصة في منطقة القدس، طوال شهر رمضان. فبعد الخطوة الغبية بوضع الحواجز عند باب العمود، في بداية الشهر، جاء التراجع وإخلاء هذه الحواجز. وإذا أستُهدفت كرامة الشرطة، ثمة شكا إذا كانت الطريقة للتغطية عليها بواسطة المس بالمشاعر الدينية للمسلمين في جبل الهيكل (الحرم القدسي).

وليس واضحا بعد إذا كان أداء الشرطة في هذه الأيام نتيجة إملاءات سياسية مباشرة أم مبادرة مستقلة من جانب قيادتها، لكن يبدو أن شيئا ما أساسي جدا تشوش في ترجيح الرأي لدى المفتش العام للشرطة (يعقوب شبتاي) وضباطه”.

وأضاف هرئيل أن “هذه الأحداث تتطلب من نتنياهو التحلي بالمسؤولية وترجيح للرأي بالحد الأقصى، خاصة فيما خصومه يذدنبونه. وخط النهاية لنتنياهو في منصبه بعد 15 عاما، بينها 12 عاما متواصلة، قد يقترن بالكثير من الدماء والنيران في الحلبة الفلسطينية”.

من جهته، اعتبر المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنياع، أن “نتنياهو ليس ترامب. وحتى لو تعين عليه الرحيل، فإنه لا يعتزم أن يبقي أنهارا من الدماء خلفه. فقضية النفق كانت الحدث الصادم الذي بدأت فيه ولايته كرئيس حكومة، في أيلول/سبتمبر 1996. وقتل حينها 17 جنديا إسرائيليا و100 فلسطيني، والحكومة اضطرت إلى الموافقة على توسيع سيطرة الأوقاف في جبل الهيكل. ونتنياهو لا يريد إنهاء ولايته بحدث مشابه”.

وبحسب برنياع، فإن بين أسباب الأحداث في القدس، “حالة الغليان الدينية في الجانب الفلسطيني، التي تتصاعد وتصل ذروتها في نهاية شهر رمضان، وقرار أبو مازن بإلغاء الانتخابات التشريعية وبذلك دفع حماس إلى عمليات ضد إسرائيل، في الضفة وغزة”.

وتابع: “في الجانب الإسرائيلي، قرار الشرطة بطرد الفلسطينيين من باحة باب العمود في شهر رمضان، هو قرار أدى إلى مواجهات لا ضرورة لها وسخّنت الأجواء عند خط التماس، وكذلك إخلاء العائلات العربية في حي الشيخ جراح”.

ورأى برنياع أن قرارات الشرطة بوضع حواجز في باب العمود، اقتحام المسجد الأقصى، واعتراض الحافلات التي نقلت المصلين إلى القدس “كانت خاطئة”، لكنه اعتبر أن “حقيقة أن المواجهات ليلة الجمعة – السبت انتهت بدون قتلى تدل على أن أداء شرطي صحيح”.