المرأة الفلسطينية أيقونة نساء العالم

راديو الشباب - متابعة خاصة – عمار البشيتي
مسيرة ممتدة من عطاء وتضحية وصمود رغم قساوة الظروف، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ومجتمعيا، لكنها مسيرة قدمت فيها المرأة الفلسطينية خطوات يشهد لها العالم، وعانت من ضربات وضغوط إعادتها في أحيان كثيرة خطوات عما كانت عليه من إنجازات، إنها معركة المد والجزر في العمل الاجتماعي والسياسي ومقاومة الاحتلال.
لكن الأصعب في تشابك ظروف وتحديات مسيرة المرأة في مجتمعنا الفلسطيني تتمثل في تحالف العوامل المناهضة لبروز دور المرأة، تحالف غير مقدس بين قوى داخلية وخارجية، تحالف قد لا يكون مكتوبًا أو متفقًا عليه، لكنه يعمل في كل الأحوال على طمس كل حالات المرأة المكافحة.
هذه الحالات تشكل أسوأ مراحل استنزاف قدرات المرأة الفلسطينية على مراكمة الإنجازات والحفاظ على الموقع الذي حققته بفعل تضحيات من سبقها من أجيال حملت اسم الفلسطينية في مختلف المناسبات إلى عنان السماء وناضلت من أجل ذلك.
السد والسند
فكانت السند لكافة الأنشطة وحركات النضال وتمكين الثوار على مستوى القرى والبلدات والمدن الرئيسية في فلسطين، ولازالت من رواد المشاركة في النضال والمقاومة والتدريب والتنظيم، والتبرع بالمال وحماية الثوار والمناضلين، وتخبئتهم وإمدادهم بالسلاح بعد تهريبه لهم بطرق مختلفة، لقد كانت حاضنة للثورات بكل المقاييس، وكانت هي رمز الأمان لبقاء واستمرار قوة النضال الفلسطيني على مر العصور وما رافقها من نكبات!
وفي هذا اليوم الثامن من آذار مارس، "يوم المرأة العالمي"، يرصد لكم موقع راديو الشباب بعض ما كتبته ممثلات المرأة الفلسطينية تاريخا من النضال والكفاح.
رسالة من سجون الاحتلال
وكانت البداية من داخل سجون الاحتلال فكتبت المناضلة الفلسطينية والأسيرة خالدة جرار، رسالةً إلى المرأة الفلسطينية، في يوم المرأة العالمي قالت فيها
مع إطلالة الثامن من آذار بما يحمله من رمزية ودلالات على نضال المرأة في مواجهة الاستغلال الطبقي والتمييز العنصري والجنسي الذي تمثله الأنظمة المستبدة وتحالف العولمة المتوحشة ضد الشعوب، ولعل الاحتلال الصهيوني القمعي لوطننا فلسطين وسياساته العنصرية ضد شعبنا خير مثال على ذلك.
وأضافت جرار في رسالتها يطل علينا الثامن من آذار ووضع المرأة في فلسطين وفي الوطن العربي لم يرتقِ إلى الحد الأدنى المقبول من الإنصاف والعدالة والمساواة، يطل علينا الثامن من آذار ووطننا على أبواب انتخاباتٍ متعددة لطالما طالبنا بإجرائها وناضلنا لتحقيقها بصفتها أداة ديمقراطية لتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ونفض غبار التكلس عنها ولتجديد مؤسساتنا التشريعية المختلفة لتكون أدوات تصدي لأوسلو وليس أدوات له، فلنساهم وننشط بها على نطاق واسع، ولتمارس المرأة الفلسطينية حقها وتنتزع تمثيلها في المجلسين التشريعي والوطني.
باقاتٍ من الوفاء
بينما طالبت النائب نعيمة الشيخ علي، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني بإنصاف المرأة، ومساواتها، ومنحها حقوقها المكفولة بالقانون.
وكتبت على صفحتها بفيسبوك في يوم المرأة العالمي يجب أن يتذكر الجميع النضالات المريرة للمرأة الفلسطينية وتضحياتها الجسام، وشراكتها مع أخيها الرجل في المشروع الوطني والتحرري.
وأضافت للمرأة الفلسطينية في يومها تحية، ولها علينا في كل أيام العام باقاتٍ من الوفاء"
أعباء إضافية على كاهل المرأة
بينما قالت عندليب عدوان مديرة مركز الإعلام المجتمعي، أن يوم المرأة العالمي، يعتبر يومًا رمزيًا عن عطائها ودورها في الحياة، وأضافت: "يأتي يوم المرأة هذا العام وحال المرأة الفلسطينية يزداد سوءًا، سواء النفسي، الاقتصادي، الاجتماعي، وحقوقها تتراجع على جميع المستويات والمجالات، وخير شاهد ما تم تعميمه مؤخرا في قطاع غزة من قبل القضاء الشرعي، بشأن سفر المرأة وتشديد قبضة أولياء الأمور على النساء، وكذلك تداعيات جائحة فيروس كوفيد 19، وانعكاسها على عمل المرأة والوضع الاقتصادي لها ولأسرتها، إضافة لازدياد معدلات العنف ضدها خلال العام الماضي، ما أثر بشكل كبير على استقرارها النفسي ووضع أعباء إضافية على كاهل المرأة".
وأوضحت عدوان أن المركز سينظم العديد من الأنشطة والفعاليات من أجل دعم حقوق المرأة، مع مجموعة كبيرة من الشباب والشابات وبشراكة مع عدد من المؤسسات الأهلية العاملة في فلسطين.
قلق بالغ مما تتعرض له نسائنا في الحروب
وفي ذات السياق، أعرب اتحاد لجان المرأة العاملة الفلسطينية، عن قلقه الشديد لما تواجهه المرأة الفلسطينية في الوطن والشتات وخاصة نساؤنا في لبنان وسوريا بسبب الحرب والقوانين والسياسات التي تتخذها الحكومة اللبنانية ضد شعبنا في المخيمات.
أيقونة لجميع نساء العالم
وأخيرا حيّت وزارة الخارجية الفلسطينية، المرأة الفلسطينية في عيدها الثامن من آذار، اليوم العالمي للمرأة، وأكدت على دورها في مواجهة التحديات وصنع التغييرات في المجتمع الفلسطيني والعربي من خلال جهودها وتميزها على جميع الأصعدة، ونضالها المستمر لمواجهة الاحتلال الاستعماري لأرضها، بحيث شكلت المرأة الفلسطينية أيقونة لجميع نساء العالم في التحدي والصمود والمثابرة رغم المعاناة التي تواجهها.