فحصك سلاحك..حملة لتشجيع الفحص المبكر لسرطان الثدي

راديو الشباب غزة - أمل بريكة - لميس الأقرع - راديو الشباب
على سرير المرض تتمدد الخمسينية أم أسامة من شمال غزة، وصوتها يجيب زوايا المنزل دون استجابة ليتسّكن الألم قليلا، وفي حلقة دائرية تجد أبناءها الخمسة ملتفون حولها، يبكون وجع والدتهم.
تقول أم أسامة أن معاناتها مع سرطان الثدي بدأت منذ 3 سنوات بمحض الصدفة، عندما شعرت بكتلة تتبلور حول ثديها، نصحتها جارتها بالتوجه إلى الطبيب فورا وعمل التحاليل اللازمة لمعرفة ماهية الكتلة.
وعندما توجهت إلى الطبيب لمعرفة نتائج التحاليل صُدمت بالواقع المؤلم "انتي معك سرطان"، مؤكدا لها أن اصابتها بالمرض وصلت إلى مرحلة متأخرة، ونسبة تماثلها للشفاء باتت ضعيفة حسب ما قاله الطبيب المعالج.
وتبين أم أسامة تفاصيل مرضها الذي أنهك جسدها النحيل، فالعلاج الكيميائي كفيل بأن يقلب حياة مرضى السرطان، يبدأ بتساقط الشعر ويضعف الجسد ويطرد كل ما يدخل المعدة من طعام وشراب، ناهيك عن عدم القدرة على تذوق طعمه، وأعراض أخرى تتمثل بالدوران والشعور بالسقوط على الأرض.
وتستطرد والدموع تغمر عينيها باكية على وضعها الصحي الذي يسوء، والذي بات يشعرها بأن أجلها كاد يقترب، خاصة وأن الدواء الذي تتناوله أصبح دون جدوى، كما حرمت من العلاج بالخارج بسبب تعنت الاحتلال في منعها عدة مرات دون تلقيها العلاج اللازم.
فحصك سلاحك
تقول مها شاهين مديرة جمعية ساهم لرعاية مرضى السرطان، أن الجمعية ومنذ تأسيسها في العام 2015 وهي تحاول أن تقوم بدورها في تسليط الضوء على مرضى السرطان وخاصة فئة النساء التي تعتبر الحلقة الأضعف في المجتمع وتحتاج لدعم ومساندة عالية ومستمرة من خلال قيامها بأنشطة متنوعة تؤدي الهدف.
وأشارت شاهين إلى أننا في هذا الشهر المعروف بـ"أكتوبر الوردي" الذي يبدأ فيه الفعاليات الخاصة بدعم مريضات سرطان الثدي، مضيفةً "أطلقنا حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "فحصك سلاحك"؛ للتوعية بأهمية الفحص المبكر لدى السيدات، واستخدام محتوى يحمل في طياته الكثير من التفاؤل والأمل للسيدات المريضات ودفعهن لمواجهة المرض بنفسية أفضل، واستعرض المشاركون تجارب سيدات حاربن المرض بإرادة وعزيمة كبيرة".
وأكدت شاهين بأن هذه الحملة جزء من نشاط يُنفذ ضمن سلسلة أنشطة تنوي الجمعية تنفيذها حتى نهاية أكتوبر الوردي، مبنية أنها استضافت متحديات السرطان وطبيبات تغذية،والالتقاء المباشر بالمريضات لتقديم سبل الدعم والوقاية، وفي إطار أنشطتها وضمن إجراءات الفحص الخاص بالسيدات اللاتي ترددن على الجمعية تم اكتشاف 4 حالات بحاجة لفحص الثدي بأشعة "ماموغرام" لوجود شكوك بالإصابة.
واختتمت شاهين بمجمل المعيقات والتحديات التي تواجه عمل الجمعية، من شح في الموارد المالية والدعم المقدم للمريضات، خاصة وأن الجمعية قائمة على الدعم الذاتي، وتناشد المانحين والجهات المعنية بضرورة توفير غرفة طبية مجهزة ومتطورة لمريضات السرطان للفحص السريري.
للفن رسالة
من جانبها أوضحت الفنانة التشكيلة خلود الدسوقي تلقيها دعوة من جمعية ساهم، وحثها على رسم جدارية ضمن حملة "فحصك سلاحك" التي تنفذها الجمعية ضمن سلسلة فعاليات شهر أكتوبر الوردي لدعم مريضات سرطان الثدي؛ وفاءً لروح الفنانة الراحلة ريم بنا التي قاومت السرطان واستمرارها في تقديم الفن.
وأشارت الدسوقي إلى أنها لم تتردد في الاستجابة لهذا الطلب كونها فنانة وصاحبة رسالة سامية في المجتمع، منوهةً إلى أنها جسدت من خلال اللوحة رسالة خاصة بالنساء تشجعهم على الفحص المبكر للسرطان.
وتقول الدسوقي:"إن الفحص المبكر للسرطان يساعد النساء على التماثل للشفاء في مرحلة مبكرة من اكتشاف المرض، وأن تأخير الفحص يؤدي إلى تفاقم المشكلة ويصعب إيجاد حلول طبية للتخلص من السرطان الذي يتغوط في الجسد بقوة".
هذه المرة التي كانت فيها الدسوقي مختلفة في الفن الذي تبدع فيه من خلال رسم البورتريه، اختارت أن ترسم المرأة في شكلها غير المعتاد، بأناملها الرقيقة حوّلت تفاصيل اللوحة إلى جمالية توحي لها بأنها تستطيع، وتقدر، وقادرة على مواجهة المرض، بعثت من خلالها عبارات إيجابية مثل:(نحن نحبك، فحصك سلاحك، حاربي السرطان بالإرادة).