رغم نجاح زراعته
التنين في غزة يواجه ظروفًا صعبة

راديو الشباب غزة - نور عليان - راديو الشباب
فاكهة تنافس عشّاق شكلها وزارعوها على تسميتها، منهم من أسماها بملكة الليل؛ بسبب جمال لونها الوردي البارز، وآخرون أطلقوا عليها لقلب سيدة الأقمار؛ لجمالها الاستثنائي الذي يأخذ الشكل البيضاوي، والطعم الذي يجمع بين المذاق الحلو والحامض، لتتدخل اللغة الانجليزية وتطلق على الفاكهة الاستوائية اسم "البيتايا"، بجانب اسمها العربي "فاكهة التنين الحمراء".
حبة صغيرة تكسو ثمرتها أوراق كأوراق حبة الأناناس، ومن الداخل كثمرة الكيوي في مذاقها، لكنها أقل حموضة، فهي تمتاز بسعرات حرارية قليلة، وتحتوي على المواد الغذائية الغنية بالفيتامينات والمعادن والبروتينات، يذكر أن هذه الفاكهة تزرع في كل المواسم، لكنها تلقى نفسها في موسم الربيع، حيث تبدأ الزهرة بالنمو في شهر مارس/إبريل، أما فصل الشتاء فغزارة الأمطار تُميت نمو هذه الزهرة.
هذه الفاكهة التي تحتاج لإنتاجها حرارة استوائية وكميات كبيرة من الأمطار كما قارتي آسيا وأمريكا اللاتينية؛ لتنمو بشكل جيد بعد زراعتها.
بعد أربع سنوات من المحاولة، نجح المزارع عائد أبو رمضان في زراعة فاكهة التنين الحمراء، وافتتاح أول مزرعة محلية تنتج هذه الفاكهة، بمزرعته الواقعة في بيت حانون شمال القطاع.
مزرعة محلية
وقال المزارع أيمن أبو عاذرة لمراسلة راديو الشباب عن ظروف زراعة فاكهة التنين والصعوبات التي يواجهها فقال: "فاكهة التنين كنا نراها مزروعة بالمنازل، لكن أصحاب هذه المنازل لا يعرفونها جيدًا؛ ونظرًا لصعوبة استيرادها من الخارج، أخذنا منها عينات لزراعتها في الأرض حاولنا أن نستورد بعض الأشكال، وأنشأنا مزرعة من الدفيئات الزراعية، ومنذ عام 2016 قمنا بعمل التجربة، حيث كانت معاناة كبيرة بالنسبة لنا، حتى نجحت وافتتحنا أول مزرعة محلية العام الماضي2019 ".
مفيدة لمرضى السرطان
وفي وصف لونها وفوائها قال أبو عاذرة: "إن فاكهة التنين تنضج باللونين الأحمر والأصفر، ولونها من الداخل يتراوح بين الأبيض والأسود، وتعتمد على السماد العضوي والماء فقط، لأن مناخها استوائي وزراعتها آمنة، مضيفًا أما عن طعمها فمنها الأحمر الحامض والذي يفضله الغرب كثيرًا، والأبيض الحلو الذي يفضله المواطنون قطاع غزة، وعن فوائدها فهي مفيدة لمرضى السرطان، والكلى، وأصحاب الأمراض المزمنة من سكر وضغط.
أسعار مرتفعة وإقبال متفاوت
وأضاف أن الإقبال في الأسواق الغزية متفاوت؛ لأنها فاكهة جديدة وغريبة على السوق المحلي.
وعن تسويقها قال: نقوم بتوزيعها إلى أصحاب المحال الرئيسية والمعروفة؛ نظرًا لقلة إنتاجها حاليًا ولسعرها المرتفع، حيث يصل سعر الكيلو منها قرابة 15 شيكلًا ما يعادل 4$.
عرقلة إسرائيلية
وأشار إلى أن زراعة أنواع الفواكه تجد صعوبة من ناحية استيرادها، وعرقلة الجانب الإسرائيلي لدخولها غزة، ومن ناحية أخرى قصف وتجريف الأراضي والمحاصيل الزراعة أثناء العدوان على غزة، أدى إلى مخاسر فادحة، مما اضطرهم إلى زراعة محاصيل جديدة بعد انتهاء العدوان، وكانت زراعة هذه الفاكهة إحياء لأرض أبو رمضان -مالك الأرض- الزراعية بعد تجريفها.
وتابع "هذه الأرض قبل تجريفها كانت مليئة بأشجار الحمضيات كالبرتقال والليمون، وأشجار الزيتون الكثيفة، وبعد انسحاب الآليات، عدنا إلى أراضينا لنجدها صحراء قاحلة خالية تمامًا من الأشجار".
وأوضح أن مساحة المزرعة تبلغ دونما واحدا فقط، وستتم توسعتها خلال الأعوام القادمة لتصل إلى ما يقارب 10دونمات.
وختم حديثه" "إن هذه الأرض يسعى صاحبها المهندس عائد أبو رمضان إلى اختيار واكتشاف أنواع نادرة ومميزة وغير تقليدية من النباتات ليُجري عليها تجاربًا، لتباع في السوق الفلسطيني، بعيدًا عن منافسة المزارعين الآخرين في مثل هذه الأصناف".
وفي ذات السياق أوضح المتحدث الإعلامي في وزارة الزراعة المهندس أدهم البسيوني، أن زراعة هذه الفاكهة تعد من التجارب الجديدة والفريدة التي نجحت في قطاع غزة.
وأكد أن الوزارة شجعت وما زالت تشجع هذه التجارب النوعية، وتقدم المساعدات إلى المزارعين، لتجربة أصناف جديدة من الفواكه المختلطة وغير التقليدية.
وأردف أن الوزارة تشجع هذه التجارب لإدخال أصناف جديدة من الفاكهة، وتسعى إلى حماية هذه المنتجات وتوسعة المساحات المزروعة منها، والمساهمة في انتقالها من مرحلة النجاح التجريبي إلى الإنتاج الوفير وتوفيرها في الأسواق المحلية.
.