نشر بتاريخ: 2021/01/09 ( آخر تحديث: 2021/01/09 الساعة: 13:29 )

متابعة خاصة - سوار أبو قمر- راديو الشباب

أسرلة الأرض وطمس الهوية شعار الاحتلال الإسرائيلي في حربه الممنهجة ضد الوجود الإسلامي والمسيحي في فلسطين، وآلة بطشه التي تواصل الليل بالنهار لابتلاع كل ما هو فلسطيني وكل ما يعبر عن الفلسطيني مسلم كان أم مسيحي.

فما بين قتل واعتقال وتشريد وتدنيس مقدسات يتشارك مسلمي ومسيحي فلسطين ذات المعاناة والقضية، حيث أن الخطر الإسرائيلي المحدق بالمسلمين هو نفسه الخطر المحدق بالمسيحيين منذ تاريخ النكبة 1948م.

ففي الـ24 من شهر ديسمبر الماضي شهدت مدينة القدس قمعا إسرائيليا لـ"قافلة عيد الميلاد" التي نظمها التجمع الوطني المسيحي في المدينة كأسلوب تذكير لدولة الاحتلال بأن القدس مدينة عربية إسلامية – مسيحية مهما ارتكب من خرق للقوانين الدولية وانتهاكات للحقوق الإنسانية الفلسطينية نحو أسرَلَة المدينة وتزوير هويتها.

وقبل يومين شهد الحرم الإبراهيمي انتهاكا جديدا بعد قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق الحرم الإبراهيمي 10 أيام أمام المصلين والزوّار؛ تحت ذريعة فيروس كورونا.

 تجاوز خطير

أكدت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، أن هذه الخطوة خطيرة تعمل على إخراجه من السيادة الفلسطينية إلى السيادة الإسرائيلية، وهو أمر مرفوض ومدان ومستنكر لكون المسجد الإبراهيمي وقف إسلامي خالص، والسيادة عليه ترجع للشعب الفلسطيني وتديره الحكومة من خلال وزارة الأوقاف والشؤون الدينية. 

وأوضحت أنها تنظر بخطورة لهذا القرار الذي يأتي ضمن سياق مرفوض، خاصة بأنه يأتي ضمن جملة انتهاكات طالت الأماكن الدينية المقدسة في فلسطين من المسجد الأقصى الذي تعرض ظهرا إلى اعتداء سافر من خلال تلاوة صلوات توراتية علنية، إلى مقام النبي موسى والذي اقتحمه عدد من المستوطنين بحراسة مسلحة، ويأتي الآن المسجد الإبراهيمي ليغلق ضمن قرار غاية في الخطورة. 

وبدوره قال محسن في تصريح لموقع راديو الشباب: " إن إغلاق الحرم الإبراهيمي يندرج تحت محاولة سيطرة الاحتلال الدائمة على المقدسات، وهو ما يفعله دائمًا من اقتحامات وتدنيس القدس المحتلة والحرم الشريف"، مؤكدا أن هذا التدنيس هو انتهاك صارخ لحرية العبادة للمسلمين في الأراضي الفلسطينية، ويشكل إغلاق الحرم مخالفة للمعاهدات والأنظمة الدولية كافة التي أعطت الحق في الوصول لحرية العبادة دون أي معيقات".

من جانبه، استنكر عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض، قرار حكومة الاحتلال، إغلاق الحرم الإبراهيمي بالخليل، لمدة 10 أيام بزعم إجراءات جائحة كورونا، لافتا أنه يمارس كل أشكال التعسف والبطش والعنصرية ضد الشعب الفلسطيني بكل طوائفه.

وقال العوض في تصريحات لموقع راديو الشباب: "إنه أمر خطير أن يفرض الاحتلال سيطرته على الخليل ومنطقة الحرم، باعتبارها منطقة فلسطينية"، مؤكدا أن الإجراء تجاوز كل القيم ومبادئ احترام الأديان والمقدسات.

بدورها، اعتبرت حركة حماس أن ما أقدمت عليه قوات الاحتلال من إغلاق الحرم الإبراهيمي أمام المصلين لمدة 10 أيام يمثل عربدة صهيونية بحق المساجد والمقدسات، ويأتي في إطار العدوان المتواصل على شعبنا ومقدساته الإسلامية ومحاولة بسط السيادة الصهيونية عليها.

دعوات لتصعيد شعبي

وأكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة أن إغلاق الحرم أمام المصلين جريمة جديدة تقترفها سلطات الاحتلال وإنها ليست المرة الأولى ولكنها جزء من فرض سيطرة الاحتلال عليه منذ سنوات.

وأضاف أبو ظريفة في تصريح لموقع راديو الشباب: "إن إغلاق الحرم الإبراهيمي والمسجد الأقصى بين فترة وأخرى يدعونا لاستنهاض هذه المقاومة الشعبية بقيادتها وإدارة كل أشكالها في وجه الاحتلال ومستوطنيه، وتشكيل لجان شعبية لمواجهة هذه السياسية وفي مقدمتها سياسة الاقتحامات والعربدة اليومية التي يقترفها المستوطنين في الأماكن المقدسة بين حين وأخر".

وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أن القرار ممنهج واستجابة لدعوات اليمين اليهودي المتطرف وفتاوى الحاخامات العنصريين ضد العرب والمسلمين وضد الأماكن المقدسة.

كما دعت لمواجهة هذه السياسات الإسرائيلية بالصلاة في المساجد وحمايتها وتحدي القرارات الصهيونية الباطلة، مؤكدة أن المواجهة والمقاومة هما النهج الأمثل لحماية الأرض وردع الاحتلال.

من جهته دعا ملتقى دعاة فلسطين جماهير شعبنا في الضفة المحتلة لمواجهة قطعان المستوطنين، وذلك بالتواجد في المساجد، وإحيائها بالصلاة فيها ، وتحدي كل قرارات الهيمنة والإرهاب والتدنيس.

وطالب الجهات المعنية والرسمية بأن تأخذ دورها الفاعل لحماية المساجد والمقدسات من الاعتداءات المتكررة وانتهاك حرمتها.

الكلمات الدلالية