نشر بتاريخ: 2021/01/04 ( آخر تحديث: 2021/01/04 الساعة: 14:52 )

راديو الشباب  - محمد اللوح

خلّت شوارع قطاع غزة من المارة والمواطنين، وأغلقت المحال التجارية والأسواق الشعبية وحتى مَنع إقامة بيوت العزاء والأفراح، في ظل الحالة الوبائية التي أخدت منحنا خطيرا في الصعود، حتى باتت جميع مناطق القطاع مصنفة باللون الأحمر.

 قطاع غزة الذي يفتقر لأدنى مقومات الحياة المعيشية وحتى الطبية، ومع تزايد أعداد الوفيات والإصابات بشكل يومي والتحذيرات المتواصلة من قبل منظمة الصحة العالمية وجهات الاختصاص بغزة من تفشي الفيروس ومخاطره على كبار السن والمرضى، وسط حالة من الاستهتار واللامبالاة من بعض المواطنين؛ بعدم التزامهم بالإجراءات الوقائية.

تحذيرات لم تلقَ أذانًا صاغية من الشارع الغزي، الأمر الذي دفع وزارتي الصحة والداخلية لاتخاذ خطواتٍ غير مسبوقة على الأرض، حيث أعلنت خلية إدارة الأزمة التابعة للجنة الحكومية بالقطاع قرارًا بفرض حظر التجوال الكامل يومين من كل أُسبوع؛ بهدف كسر المُنحنى الوبائي وتقليل نسبة الاختلاط في الشوارع والأماكن العامة.

وزارة الداخلية بغزة أعلنت عن جُملة إجراءات في بداية الشهر الماضي، بعد زيادة نسبة الوفيات وارتفاع أعداد الإصابات المُصابة بالفيروس لتدخل إجراءات فرض التجوال الشامل حيز التنفيذ الكامل يومي الجمعة والسبت أسبوعيًا من الساعة 6:30 مساءً الخميس وحتى السابعة من صباح الأحد، بدأتها من جمعة ال11 من ديسمبر2020.

سبقت هذا الإجراء جملة من الإجراءات التي فرضتها الحكومة منها إغلاق المساجد، والمدارس، والجامعات ورياض الأطفال، والأسواق الشعبية الأسبوعية، ومنع إقامة بيوت العزاء، والأفراح أيضًا، وسط دعوات المواطنين بالتقيد بإجراءات السلامة والوقاية وارتداء الكمامة؛ حفاظًا على سلامتهم وسلامة المجتمع.

وحول إجراءات الإغلاق يومي الجمعة والسبت، أكد المتحدث باسم الشرطة بغزة، أيمن البطنيجي، أن هناك رضا شبه تام عن مدى التزام المواطنين بإجراءات الإغلاق يومي الجمعة والسبت، لافتا إلى وجود بعض التجاوزات القليلة وتم التعامل معهم بالشكل القانوني.

وأوضح البطنيجي في حديثه لـ"راديو الشباب"، أن الإجراءات القانونية المتخذة بحق المخالفين لإجراءات الإغلاق متمثلة في التوقيف لمدة 24 ساعة، التوقيف لمدة 48 ساعة بالإضافة لغرامة مالية، أو التوقيف لمدة 14 يوم بقرار قضائي من المحكمة.

وحول إمكانية تشديد الإجراءات، لفت إلى أن الجهات الحكومية المختصة تواصل العمل على تقدير الموقف بالشكل الدقيق لاتخاذ القرار المناسب بشأن مواجهة الحالة الوبائية.

داخلية غزة: إيقاف 4 مواطنين في خان يونس بتهمة الاعتداء على عناصرها

وشدد على أن أجهزة الشرطة متواجدة على الدوام في الميدان لحماية المواطن وتلبية احتياجاته، مطالبا في الوقت ذاته المواطنين بالتحلي المسؤولية الوطنية والأخلاقية والالتزام التام بإجراءات الوقاية في ظل جائحة كورونا.

موقع "راديو الشباب" تابع آراء المواطنين حول قرارات الحكومة، ومدى إدراكهم للمخاطر التي تحيط بهم في ظل انتشار فيروس كورونا:

الأكثر تضررا جراء الإغلاق المستمر:

يعتبر عُمال المُياومة وأصحاب الدخل المحدود الفئة الأكثر تضررًا من هذه الاجراءات، في ظل غياب دعمٍ حكومي ومؤسساتي لهم وتعويضهم لخسارتهم جراء الإغلاق المتواصل على القطاع.

 المواطن أيمن جندية أحد العاملين في كافتيريا على مدخل مخيم البريج وسط قطاع غزة يقول: "أستغرب كثيرًا من هذه الإجراءات، أنا أعمل باليوم بعشرين شيكل ومستأجر بيت، قبل الإغلاق والحظر الواحد ما كان يدبر حاله ولا قادر يلبي أدنى متطلبات بيته، فما بالك بالحظر والإغلاق؟

ويضيف جندية: المُتضرر العاملين في كل القطاعات سواء كانت مقاهي أو سائقين أو أصحاب البسطات الصغيرة أو المطاعم والفنادق، وللأسف الشديد جميع المؤسسات وحتى الحكومية منها والرسمية لم تقف بجانب العامل ولم تقدم له أي مساعدة مالية تعوضه خسارته من هذه الإجراءات (وفق قوله).

وطالب جندية كافة الجهات الحكومية النظر بعين الاعتبار للعاملين في هذه القطاعات التي تضررت بشكل أساسي من هذه الإجراءات، داعيا المسؤولين بضرورة إعادة تقييم الحظر الليلي اليومي، بما فيها فتح المقاهي فترة الليل التي تعتبر بالنسبة لهم مصدر رزق.

مَلل الحظر

تحاول المدرسة فرح إبراهيم، كسر المَلل خلال فترة إغلاق المدارس وحظر التجوال الليلي من التخفيف عن كاهل أطفالها خصوصًا في ظل قضائهم ساعات طويلة في التعليم الإلكتروني عن بعد، وذلك من خلال اللعب والتسلية معهم برفقة زوجها.

وقالت: "أقضي أوقات طويلة على جهاز "التابلت" والذي أتابع من خلاله دروس الطلبة وتقييمهم ، وأطفالي من جهة ثانية، وهذا الأمر زاد علينا أعباء كثيرة البيت والزوج والأطفال والتدريس والدراسة من جانب آخر، كل هذه العوامل التي أفرزتها جائحة "كورونا" لم تكنْ يومًا في الحُسبان، وعلى الرغم من ذلك أحاول أن أعمل بكل جُهدي وطاقتي لإنجاز دروس الطلبة والمتابعة معهم باستمرار، وإن كانت أغلب الأوقات على حساب بيتي.

وأضافت: "الحظر الليلي وحتى التعليم عن بُعد لهما آثار صحية ونفسية على الجميع، الأمر الذي يزيد من العُزلة والاكتئاب لدى الأطفال بالدرجة الأولى وعلى المجتمع ثانيًا".

ضغوط نفسية

نتيجة استمرار الحظر الليلي لأكثر من 48 ساعة في مختلف محافظات القطاع، فكثرة الضغط النفسي يولّد الانفجار وهذا ما حذر منه خُبراء ومختصون في علم النفس، حيث شهدت محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، مساء أمس السبت، اعتداء ضد عناصر الشرطة من قبل مواطنين لم يلتزموا بقرار الحظر.

الصحة بغزة: 5 وفيات و360 إصابة جديدة بفيروس كورونا

إحصائية أخيرة:

حيث أعلنت وزارة الصحة بغزة صباح اليوم الاثنين، عن تسجيل 5 وفيات و360 إصابة جديدة بفيروس كورونا، وتعافي 510 حالة جديدة، بعد إجراء 1851 فحصا مخبريا خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأشارت الوزارة في تقريرها اليومي حول الحالة الوبائية، إلى أن إجمالي تراكمي المصابين بلغ 42738 إصابة وإجمالي المتعافين 32556، فيما بلغ عدد الوفيات الكلي 398 وفاة.

الكلمات الدلالية