نشر بتاريخ: 2020/12/31 ( آخر تحديث: 2020/12/31 الساعة: 21:58 )

راديو الشباب  

56 عاما مضت على انطلاقة فتح، كانت حافلة بالعطاء والتضحيات، قدمت خلال مسيرتها العريقة مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى من أعضائها وقياداتها على مذابح الحرية، وسطرت خلال العقود الماضية بطولات نادرة، ووقفات شامخة وإنجازات عدة، شكلت بمجموعها تراثا زاخرا وحافلا بالمآثر البطولية.

 فكان من فتح أول أسير في الثورة الفلسطينية، "محمود بكر حجازي" وأول أسيرة، "فاطمة البرناوي" وكان منها أول الاستشهاديين، عبد المطلب الدميك وأول الشهداء، أحمد موسى سلامة ، وأول من قدم قادتها شهداء فكان منهم أبو جهاد والكمالين وأبو يوسف النجار وأبو اياد وماجد أبو شرار والرمز ياسر عرفات و رائد الكرمي ووفاء إدريس وحسين عبيات ودلال المغربي وقافلة ممتدة من الشهداء.

 وأما فتح المقاومة، فمن نفق عيلبون، وعملية الساحل وفندق سافوي وعملية ميونخ وديمونا والثلاجة ووادي الحرامية ومعركة المغير ومعركة الكرامة التي أعادت الكرامة العربية وآلاف من العمليات البطولية والتي اربكت العدو وتَمكّنت مِن هزيمة الجيش "الإسرائيلي" وتحقيق النَصر عليه وإسقاط أسطورة الجيش الذي لا يقهر.

وتعتبر حركة فتح أكثر الفصائل الفلسطينية تحريرا للأسرى من خلال صفقات التبادل أو عبر "العملية السلمية" منذ اتفاق أوسلو ، وقد شكل مؤسسها وقائدها الشهيد الرمز "أبو عمار" رحمه الله، الأب الروحي والقدوة للحركة الوطنية الأسيرة، ومبعثا للعزيمة والإصرار وشحذ الهمم وتعزيز الصمود والأمل لديهم، وهو القائد الفلسطيني الذي نجح في الجمع والمزاوجة ما بين المقاومة والتفاوض في تحرير آلاف الأسرى.

وكانت ولا زالت تشكل الأغلبية من مجموع الحركة الأسيرة وعمودها الفقري في الأوقات كافة، مما يعكس حجم دورها الطليعي وحضورها اللافت في ساحة النضال الطويل،

وتتشابك في تجربتها التنظيمية والنضالية مع مجمل التجربة الجماعية للحركة الأسيرة، لكنها كانت الأكثر حضوراً على مدار العقود الماضية.

هذا الدور الريادي البارز على كافة المستويات والصعد، دور ساطع ورائد، لا يمكن حجبه، أو إزالته من التاريخ الفلسطيني المشَّرِف، كما لا يمكن القفز عنه، لأنه يشكل أساساً لتاريخ شعب بأكمله، هكذا يسجل التاريخ، سواء  اتفقتم أم اختلفتم معه.

الكلمات الدلالية