فؤاد الشوبكي.. حرًّا بعد "17" عاما من الموت في معتقلات الاحتلال

راديو الشباب خاص - نور عليان
ينتظر الأسير الفلسطيني داخل معتقلات الاحتلال هواء حريته، ليتنفسه بعمق في أحضان عائلته التي طال صبرها لتشرق عينيها برؤية ابنها المناضل، فما بالكم بصبرٍ يطول "17" عاما بين زنازين لا ترحم.
فؤاد الشوبكي.. من هو؟ ولماذا اعتقله الاحتلال؟!
في حي التفاح وسط مدينة غزة، وفي الـ12 من مارس عام 1940م، ولد اللواء الشيخ فؤاد الشوبكي، ونشأ على حب وطنه، ورضع حليب الدفاع عن القضية الفلسطينية، وكبر وتعلم إلى أن حصل على درجة البكالوريوس في المحاسبة داخل جامعة القاهرة، وهو السياسي العسكري الفلسطيني، واللواء الذي كان مسؤولا عن الإدارة المالية المركزية العسكرية في الأجهزة الأمنية، ويعتبر أحد المقربين من الرئيس الأب الراحل ياسر عرفات، إضافة لكونه أحد أعضاء المجلس الثوري لحركة فتح والمجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية.
في الـ14 من مارس عام 2006م، نفذت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، عملية اختطاف الشيخ الأب فؤاد الشوبكي من سجن أريحا، الذي كان يحظى برقابة بريطانية أمريكية، كما اختطفت عددا من المطلوبين لديها آنذاك، ومن أبرزهم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات.
"عملية سفينة نوح".. ما هي؟
سمّى جيش الاحتلال "الإسرائيلي" هذه العملية، حين سيطرت قواته على سفينة "كارين A" في البحر الأحمر عام 2002م، كانت قادمة من إيران، حيث تحمل "50" طنا من الأسلحة المتنوعة كافة، إضافة لمواد متفجرة وقوارب مطاطية وأدوات غوص، وقُدِّرت قيمتها بـ"400" ألأف دولار.
هذا سبب الاعتقال!
بعد اعتقال الشيخ فؤاد الشوبكي، خضع للتحقيق بشأن سفينة الأسلحة "كارين A"، حيث اتهمته سلطات الاحتلال بتمويلها، واعتقلته السلطة الفلسطينية في عام 2002 ونقلته إلى سجن أريحا، ثم تمكنت قوات الاحتلال من اختطافه وتحويله إلى زنازينه الظالمة.
ماذا ردَّ الشوبكي على اتهامه؟!
أكد شيخ الأسرى في تصريحات له أنه لم يقم بشيء يتجاوز وظيفته كمسؤول مالي في السلطة الفلسطينية، وأن المبلغ الذي قام بتوقيعه من الرئيس لا يمكنه شراء السفينة، وأنه كان يعمل بطريقة قانونية في مكتب الرئيس، وكان رافضا بأن تتم محاكمته من قبل الاحتلال الذي اختطفه من أراضي تخضع للسلطة.
"يشكل تهديدًا على أمن الاحتلال"
رفضت محكمة الاحتلال التي انعقدت في مدينة بئر السبع، العام الماضي، النظر في طلب الإفراج المبكر عن الشيخ الشوبكي، بذريعة أنه لا يزال يشكل تهديدا حقيقيا على أمن الاحتلال.
ولم تكترث سلطات الاحتلال مرض الأسير منذ عام 2006، والذي يعاني من سرطان البروستاتا، وارتفاع ضغط الدم، وضعف النظر ووجع معدته وقلبه، فلم يعد شيخ في الـ83 من عمره يحتمل الإهمال الطبي والصحي بحقه، والحصول على أدنى مقومات الحياة الأساسية.
في أيلول/سبتمبر عام 2015م، خصمت محكمة عوفر التابعة للاحتلال ثلاث سنوات من حكم الشيخ الشوبكي لتصبح 17 عاما، بعد تقديم أكثر من طلب استئناف، نتيجة وضعه الصحي الصعب.
كما عقدت له جلسة في مايو العام الماضي للنظر في الحكم الصادر بحقه، لكن انتهى المطاف إلى تأجيلها، وهذا اليوم الـ13 من مارس 2023، يتنفس الحرية بعد "17" عاما من الصبر والصمود خلف زنازين لا ترحم.
الانتظار الأصعب منذ 17 عاما.. وشوق الاحتضان
ما أجمل شعور الانتظار لشخص يعني الحياة، يعني الأب والجد ورواية الصبر والصمود، كليلة عاشها أبناء شيخ الأسرى فؤاد الشوبكي، ليعيشوا لحظة احتضان والدهم بعد حرمان دام "17" عاما، من الدموع والفرح والانتظار، ليثبت شيخ الحياة، أن للانتصار على المحتل لذة مليئة بالتحدي وصبر أيوب، وألم سنين طوال، واليوم يلوح بمقولته:
"أنا هنا، في يديّ قيد، لكنني ألوح بشارة النصر، وبقدميّ قيد، لكنني أمضي إلى فلسطين الحرة، حراً".