يا ورد مين يشتريك
ورد غزة مهدد بالتلف في موسم رأس السنة

راديو الشباب - متابعة خاصة
يستقبل المهتمين من الناس العام الميلادي الجديد بالاحتفال في ليلة رأس السنة، فيذهب البعض لشراء الورود بأشكالها وألوانها الجميلة؛ وتقديمها لمن يحبونهم في هذه المناسبة، حيث تكون مغلفة مهداة مع ببطاقة معايدة.
لكن هذا العام جاء مختلفًا بسبب جائحة كورونا وإعلان حالة الإغلاق الشامل بقطاع غزة، خاصة وأن ليلة رأس السنة هذا العام صادفت اليومين المحددين للإغلاق، قبلهما يوم الخميس الذي يبدأ فيها الإغلاق تمام السادسة مساءً، في ظل ما أعلنت عنه الحكومة بمنع الاحتفالات في الأماكن العامة، تلك المشكلة ألقت بظلالها على مزارعي وبائعي الورود وكبدتهم خسائر.
خسائر فادحة
من جانبه أوضح مزارع الورد لباد حجازي لمراسلة موقع راديو الشباب، أنه استعد قبل نهاية العام لزراعة 11 دونما لأنواع مختلفة ومتعددة من الورود والأزهار، ومنها الجوري واللوندا والقرنقل وغيرها من الأزهار الطبيعية المحببة لدى الكثير من المهتمين بشرائها، كان ذلك مع بداية شهر سبتمبر الماضي، وهي المدة الطبيعية والمحددة لنمو تلك الأزهار، للتجهيز ببيعها في موسم رأس السنة للعام الجديد 2021.
وعبّر حجازي عن صدمته بسبب ما أحدثته جائحة كورونا ولجوء حكومة غزة مؤخرًا لفرض حالة الإغلاق الشامل يومي الجمعة والسبت، تلك الفترة التي من المفترض أن تكون موسمًا للأعياد والمناسبات والتزاور بين الناس وإهداء الورود، مبينًا أنها ليست المرة الأولى الذي يتأثر بها، خاصة وأن الإغلاق الأول كان في شهر مارس الذي يحتفل فيه الناس بعيد الأم، وأعقبها الكثير من المناسبات التي توقفت، وقللت من حالة الشراء للورد، ما اضطر إلى التخلص منه وإتلافه، لتصبح فيما بعد طعاما لذيذًا لدى الحيوانات والمواشي.
وقال حجازي: "إن هذه الإجراءات كبدته خسائر باهظة وصلت إلى مائتي ألف شيكل خلال عام 2020، بمقابل صفر شيكل من الأرباح، وبالتالي لم يكن باستطاعته الانفاق على التكاليف التشغيلية والإنتاجية"، مضيفًا أن أصحاب محلات بيع الزهور تراجعوا عن شراء الورود الطبيعية بسبب تخوفهم الشديد من عدم بيعها ويضطروا أيضًا لإتلافها.
كورونا والورد
تلك الرواية التي أكدها صاحب متجر الورد يوسف أبو شمالة، موضحًا بأنه أول المتضررين من جائحة كورونا؛ بسبب الإغلاق المستمر لكافة مناحي الحياة، وتوقف المناسبات السعيدة والأتراح التي تعتبر ملاذًا اقتصاديًا جيدًا للكثير من أصحاب متاجر الورود؛ لتحقيق هامش ربح مناسب لسد قوت أُسرهم التي تعتاش عليها.
وأضاف أبو شمالة أنه كان قبل الجائحة يشتري كميات كبيرة من الزهور الطبيعية من أصحاب المزارع وعرضها في محله، والتخلص منها يوميا بسبب الإقبال المتزايد لدى الزبائن الذين يفضلون إهداء الورد في كافة المناسبات، لكن الإغلاق أطاح بتلك المناسبات وأخفى المشهد تمامًا، ومنع من التجمعات واقتصرت على نطاق ضيق دون حضور حقيقي للورد بين ثنايا تلك المناسبات.
وأشار أبو شمالة إلى أنه من بين تلك المناسبات التي كانت تتزين بالورود، صالات الأفراح التي أغلقت هذا العام بكثرة، كذلك احتفالات مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراة التي أصبحت تناقش لاحقًا عبر خاصة الزوم؛ لوقف دوام الجامعات وحصرها على العائلة فقط، حتى المستشفيات التي تعج الآن بالمرضى تمنع عنهم الزيارات بسبب الوضع الصحي الخطير، بينما كان هناك من يشتري الورد لاستقبال القادمين من السفر منعوا من هذه اللحظة لتوجههم مباشرةً إلى مراكز الحجر الصحي الاحترازي، وعند الانتهاء من الحجر يُطلب منهم حجرًا منزليًا آخر، لذلك غاب مشهد الورد عن تلك المناسبات وغيرها، واصفاً ذلك بقوله: " الخرفان شبعت ورد".
وأوضح أبو شمالة بأنه مع بدء استقبال عام جديد، يفتقر محله إلى التزيين بالورد الطبيعي وأصبح مقتصرًا على الورد الصناعي الذي لا يتلف مع الوقت، مؤكدًا عن عدم قدرته على المجازفة بخسارات أخرى، خاصة وأن لديه من ينتظر أجرة المحل نهاية العام الذي أصبح في نظره (متسولاً ومتوسلاً) لعجزه عن الدفع على حد تعبيره.