نشر بتاريخ: 2023/02/25 ( آخر تحديث: 2023/02/25 الساعة: 09:44 )

راديو الشباب  

تجمّع عدد من الفلسطينيين لالتقاط الصور عند ركام منزل في نابلس استُهدف قبل يومين بعملية للاحتلال أوقعت أكبر عدد من الشهداء في الضفة الفلسطينية المحتلة منذ نحو عقدين.
استشهد 11 فلسطينيا وأصيب أكثر من 80 آخرين بالرصاص الحيّ في عملية نفّذها جيش الاحتلال الأربعاء في مدينة نابلس في شمال الضفّة الفلسطينية المحتلّة، قائلا في بيان إنه قام "بتحييد ثلاثة مطلوبين مشتبه بتورطهم في تنفيذ عمليات إطلاق نار (في الضفة الفلسطينية) والتخطيط لهجمات".

وأكد أنه نفذ بالتعاون مع شرطة حرس الحدود وجهاز الأمن العام "عمليات مكافحة إرهاب" جاءت نتيجة "جهود استخباراتية مركزة".


وبعد 48 ساعة فقط، اجتمعت عائلة فلسطينية لالتقاط صور بين أنقاض المنزل الذي تحول نصباً تذكارياً بين مساجد عثمانية وشوارع مرصوفة بالحصى في مدينة نابلس القديمة.
يخترق شهاب من الضوء فجوة في السقف، هي فتحة خلّفها صاروخ للاحتلال أُطلق خلال العملية.


وتساءل ناصر محامدة "هل يعقل أن يدخل مئات الجنود المسلّحين بالبنادق والصواريخ إلى منطقة يسكنها 200 ألف مدني أعزل من أجل اعتقال أو قتل شخص؟".
وأضاف الرجل البالغ 57 عاماً وهو يتفقد الدمار "الناس هنا كلّهم مع المقاومة، ومثل هذه الأحداث تجعل المقاومة أكثر قوة، وتجعل الناس يلتفّون أكثر نحو المقاومة".
وتابع "إذا كان هناك 10 مقاومين من قبل، سيصبحون الآن ألف مقاوم..."، مشيراً إلى أنه "عندما يُقتل مستوطن واحد، كلّ العالم يستنكر ويندّد، ولكن عندما يهاجم 500 جندي حارة سكنية في نابلس لا أحد يستنكر ذلك".
واعتبر محامدة أنّ "السلطة الفلسطينية لا تقوم بشيء للشعب، هي تحاول الوصول الى حلّ من خلال السلام، ولكن هذا الاحتلال لا يأبه بالسلام، ولا يفهم سوى لغة السلاح".


وقال ناطق باسم جيش الاحتلال إن "حوالى 150 عنصراً" شاركوا في العملية التي نفذّت الأربعاء.


و أضاف الناطق أصبحت مدينة نابلس القديمة نقطة محورية للتوتر المتزايد في الصراع  مع ظهور مجموعة مسلحة محلية تعرف باسم عرين الأسود العام الماضي.
ويتّهم الاحتلال هذه المجموعة بتنفيذ هجمات على أهداف للاحتلال بما في ذلك عملية قتل جندي في الضفة الفلسطينية في تشرين الأول/أكتوبر.
وكانت العملية التي نفذها جيش الاحتلال الأربعاء الأحدث في سلسلة من العمليات العسكرية الدامية في الضفة الفلسطينية التي شهدت استشهاد العشرات من المواطنين .


وفي كانون الثاني/يناير، استشهد 10 فلسطينيين بينهم مسنون وأطفال خلال عملية عسكرية للاحتلال في مخيّم جنين للاجئين الفلسطينيين. و استشهد خمسة آخرون، يشتبه في انتمائهم إلى حركة حماس، في عملية في مدينة أريحا.
ومن بين الشهداء في نابلس الأربعاء عدنان أبو أشرف (72 عاما).
أمام متجره، قالت قريبته أم تيسير (62 عاما)، إنّه "ذهب إلى البلدية لإنجاز بعض الأوراق، وعندما انتهى من ذلك كان الجيش قد دخل وحاصر المنطقة قرب بيته"، مضيفة أنّه "لم يستطع العودة إلى المنزل، فسلك طريقاً آخر داخل البلدة القديمة، لكن جنود الاحتلال أردوه بثماني رصاصات".
وأكدت أم تيسير أنّ "قتل قادة المقاومة في نابلس لا يُضعف المقاومة بل يقوّيها لأن هناك دائماً شباناً جدداً ينضمّون إلى المقاومة".


من جهته، أشار عميد المصري، وهو مسؤول في حركة فتح، إلى أن "حركة فتح... مع أيّ مقاومة وتدعم المقاومة بغض النظر عن الانتماء"، موضحاً أنّ "عرين الأسود هي مجموعة من الشباب من مختلف الفصائل اختاروا النضال بدون أيّ تبعية لأي فصيل، ونحن في فتح نحترم ذلك".
واعتبر أنّ "ما يميّز عرين الأسود أنها مجموعة تحرّرت من القرار السياسي، بينما فصائل المقاومة الأخرى تحتاج إلى قرار سياسي بشأن أي عمل مقاوم، بمعنى أنّ عرين الأسود ليس لديها أي قيود".


من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن أحد قادتها كان أيضاً من بين الشهداء في العملية العسكرية للاحتلال الأربعاء الماضي .
ومع ذلك، فيما يكثف جيش الاحتلال جهوده لمحاربة المجموعة في البلدة القديمة، يقول مواطنون إنه بغض النظر عن عدد المقاتلين الذين يدعي الاحتلال أنهم استشهدو، فإن مقاومة نابلس أصبحت أكثر قوة.
وقالت أم تيسير مشيرة إلى حفيدها كريم البالغ ثماني سنوات "طلب مني أن أشتري له بندقية لأنه يريد أن ينضمّ إلى عرين الأسود وأن يصبح مطارداً مثل الشهيد إبراهيم النابلسي"، قائد المجموعة الذي استشهد العام الماضي في عملية للاحتلال في نابلس.


محاطا بالأنقاض، نفض محامدة الغبار عن حذائه وقال "عرين الأسود هي فكرة وهذه الفكرة تنتقل الآن إلى كلّ فلسطين، وكلّ شخص يصبح مقاوماً".

وفي بيان نشر على تلغرام مساء الخميس، قالت مجموعة عرين الأسود إن "حوالى 50" مقاتلاً انضموا إليها منذ العملية الأربعاء.

ألبوم الصور
الكلمات الدلالية