فتح 58.. المرأة الفلسطينية رائدة العمل الوطني وأيقونة الكفاح والتضحية

راديو الشباب -أمل بريكة
تمر اليوم الذكرى الـ 58 على إنطلاقة الثورة الفلسطينية "حركة فتح"، ولا زال السجل الفلسطيني يعج بأسماء نساء فلسطينيات تركن بصمات واضحة في النضال، حيث شاركن في العمل العسكري والميداني، وقدن العديد من المظاهرات والاحتجاجات الوطنية ضد الاحتلال، وحملن البندقية، وقاومن كما الرجل، وخضن غمار الكفاح المسلح، واستشهدن، واعتقلن، بل وأبعدن، كما خضن العمليات الاستشهادية البطولية، وقدن المجموعات الفدائية داخل فلسطين وخارجها.
وجاءت مشاركة المرأة الفلسطينية في جميع مراحل النضال المختلفة، حين استطاعت أن تجسد دورها الوطني الملموس، بدايًة في ثورة فلسطين الكبرى عام 1936، وبرز دورها جليا بعد انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965 على الصعد كافة.
ولم تكن المرأة الفلسطينية منذ بداية الهجمة الصهيونية خارج إطار الصراع مع المحتل، ولكن تعاظم دورها بعد عام 1965، بنشوء منظمة التحرير الفلسطينية، وانطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة، وأصبح دورها أكثر انتظاما داخل الأحزاب السياسية، وكان هناك وعي من المرأة ذاتها ومن الأحزاب لدورها، على ضوء التجارب التاريخية، ونكبة عام 1948 و1967، حيث كان الجميع يرزح تحت الاحتلال، والواجب الوطني يقتضي مقاومة هذا المحتل".
فمنذ العام 67 وحتى الآن اعتقلت 17 ألف فلسطينية، معظمهن شاركن في العمل الوطني بكل أشكاله من الكفاح المسلح، للكفاح الاقتصادي، فالاجتماعي، فهي أم الشهيد، وأم الأسير، وأم الجريح، وتشارك في المظاهرات، والاحتجاجات، والاعتصامات
وفي الستينيات كانت المرأة الفلسطينية من أوائل المشاركين في مقارعة المحتل برا وبحرا وجوا، إذ سطرت المناضلة الشهيدة دلال المغربي أروع الملاحم البطولية، حينما أعلنت أول جمهورية مستقلة على أرضنا المحتلة لمدة ثلاث ساعات"، وشادية أبو غزالة، وهي أول شهيدة فلسطينية، وليلى خالد حينما خطفت أول طائرة وخاطبت حينها موشيه ديان وقالت له "هذه أرضي.
وشهدت مشاركة المرأة نموا كبيرا في مراحل المد الثوري، وكان سيل العمليات النوعية للمناضلات الفلسطينيات خطف الطائرات (ليلى خالد وأمينة دحبور)، وعمليات في الضفة الغربية وغزة (فاطمة برناوي– عايشة عودة– رسمية عودة– رشيدة عبيدو– عبلة طه وسهام الوزني وعائدة سعد– صبحية سكيك وفيروز عرفة ونهلة البايض وغيرها من النساء.
هذا وامتلأت سجون الاحتلال بالمناضلات الفلسطينيات اللواتي شاركن بعمل كفاحي، ومن خلال الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية أيضا لعبت المرأة الفلسطينية دوراً وطنيا بارزا في جلب الدعم للقضية الوطنية، إضافة إلى مشاركتها الفاعلة في الدفاع عن البندقية الفلسطينية، من خلال مشاركة الأطر النسوية التابعة لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية.
لقد كانت المرأة الفلسطينية مع الرجال في كل حارة ومخيم، وكانت في السبعينات تساند المقاومين حيث كانت تراقب لهم الشوارع، بل وأحيانا تعطي الشباب المقاومة زيها كي يرتدوه للتخفي عن أعين جنود الاحتلال، كانت ترشق جنود الاحتلال بالحجارة، وكانت توفر للشباب الإسعاف الأولى باستخدام البصل والعطور".
وكانت تتدخل في تخليص الشباب من أيدي الاحتلال، ووقتها كانت تتعرض للضرب، والشتم، والاعتداء، ولكنها كانت جدا قوية، وجريئة، ومغامرة لا تخشى شيئا".
وبالعودة إلى الذاكرة حاول جنود الاحتلال اقتحام مسجد في حي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة، فتصدت له احدى النساء على باب المسجد، كي لا يدخلوا المسجد لوجود بعض المقاومين في الداخل، رغم أنهم اعتدوا عليها بالضرب، وكانت المفاجأة حين اعتدت عليهم بالأيدي، واشتبكت معهم، لمدة لا تقل عن 15 دقيقة، فكانت بمئة رجل.
ومنذ ذلك الوقت والمرأة الفلسطينية لا زالت تسطّر أروع صور البطولة والنضال في مواجهة المحتل "الإسرائيلي"، وتقديم مزيدًا من الشهداء والجرحى والأسرى، ورغم الفقد الشديد إلا أنها لا زالت تظهر بصورة المرأة القوية الجريئة في وجه كل ما يحاول أن يغتصب أرضها من الاحتلال وقطعان مستوطنيه.