الكنيست يحل نفسه وانتخابات رابعة تلوح في الأفق

راديو الشباب - متابعة خاصة - عمار البشيتي
يعيش كيان الاحتلال الاسرائيلي أزمة سياسية زادت حدتها بعد فشل تمرير قانونٍ يقضي بحل الكنيست، مما ، يقلص فرص التسوية بين الليكود وأزرق أبيض، ويعزز فرص الذهاب إلى انتخابات إسرائيلية جديدة في آذار/ مارس المقبل.
ويعتبر خبراء أن الطريق نحو إجراء الانتخابات الرابعة، في وقتٍ يعيش فيه كيان الاحتلال أزمة جائحة كورونا وانعكاساتها الاقتصادية، يفاقم المشهد الداخلي الإسرائيلي، علماً أنّ الأزمة السياسيّة ناتجةٌ بالأساس عن الخلاف المحوري بين نتنياهو رئيس الحكومة وحليفه غانتس.
وبدأ الاحتلال الاسرائيلي الثلاثاء تجهيزاته، لإجراء الانتخابات الرابعة خلال عامين، بعد أن أخفق رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو وشريكه الرئيسي في الحكم بيني غانتس في تسوية الخلاف على ميزانية الدولة.
المحلل السياسي والخبير بالشأن الإسرائيلي د. زياد سعد قال لموقع راديو الشباب أن إسرائيل تقترب من إجراء انتخابات مبكرة، ستكون الرابعة في غضون عامين، بعدما وافق الكنيست اليوم الأربعاء (الثاني من كانون الأول/ ديسمبر 2020) موافقة أولية على مشروع قانون لحل المجلس في خضم أزمة داخل الائتلاف المنقسم بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأضاف "تصويت اليوم قد يعني أن الحكومة الائتلافية بين الحزبين سوف تنحل بعد ستة أشهر فقط من توليها المنصب. لكن لا يزال مشروع القانون بحاجة لاجتياز ثلاث عمليات تصويت بالكنيست في المستقبل ليصبح قانونا، مما يتيح للرجلين مزيدا من الوقت لمحاولة حل خلافاتهما"
وأوضح في حال لم يتم التوصل لحل بشأن ميزانية الدولة، فإن البرلمان سوف ينحل تلقائيا في 23 كانون أول/ ديسمبر يليه إجراء انتخابات بعد 90 يوما، لتكون الانتخابات الرابعة التي تجريها إسرائيل في خلال عامين.
وفيما يتعلق بالقائمة العربية المشتركة قال الدكتور زياد سعد أن هناك فجوات كبيرة مستقبلية في عملية توحيد الصفوف وهذا يضعف الفرص المتاحة أمام القائمة العربية في تحصيل ذات عدد المقاعد في الكنيست.
وأردف قائلا لراديو الشباب "الخلاف بدأ في موضوع حل الكنيست وحدث انقساما في هذا الشأن مما يستدعي خلق فجوات كبيرة مستقبلية في عملية توحيد الصفوف ومواجهة أعباء الانتخابات بالشكل التي جرت فيه الانتخابات الثالثة والذي يهدد بأضعاف الفرص المتاحة أمام القائمة العربية في تحصيل ذات عدد المقاعد في الكنيست ..
مضيفاً "أن ثلاثة أحزاب عربية من أصل أربعة صوتت لصالح حل الكنيست في محاولة لإسقاط حكومة نتنياهو وهي (الجبهة اليساري، والتجمع القومي الفلسطيني، والحركة العربية للتغيير) برئاسة أحمد الطيبي وأما القائمة العربية الموحدة بزعامة منصور عباس لم تصوت ايجابا بذريعة أن التوجه إلى الانتخابات سيعيق الإنجازات التشريعية الحاسمة والملموسة للعرب في الداخل المحتل في حين أن موقف الطيبي يذهب باتجاه الموقف التاريخي من عدم تسجيل موقف بانه لم يشارك في إسقاط نتنياهو".
ويبقى التّحدي الأكبر أمام القائمة العربية المشتركة التي تعاني من حالةٍ من التفسّخ قد يجعلها تخوض الإنتخابات مفكّكة، أي هناك تراجعٌ في عدد مقاعدها، كذلك حال حزب العمل الذي يخشى أن يندثر في الإنتخابات القادمة.
ورغم أن استطلاعات الرأي تظهر أن حزب نتنياهو سيبرز كأكبر كتلة في البرلمان فإنها تتنبأ أيضا بأداء قوي لتكتل من مختلف ألوان الطيف السياسي يسعى للإطاحة به.
يُشار أن رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو رئيس حزب الليكود اليميني ووزير الجيش غانتس رئيس حزب أزرق أبيض المنتمي للوسط قد شكلا حكومة وحدة في مايو أيار بعد ثلاثة انتخابات غير حاسمة منذ أبريل نيسان 2019 ويقضي اتفاقهما بأن يتولى غانتس رئاسة الوزراء في نوفمبر تشرين الثاني المقبل وإقرار ميزانية لعامي 2020 و2021.