نشر بتاريخ: 2020/12/19 ( آخر تحديث: 2020/12/19 الساعة: 16:07 )

خاص - مريم الدعبله - راديو الشباب

عصفت كارثة طبيعية ناجمة عن السيول والأمطار بمزارع الفراولة (الذهب الأحمر) في مدينة بيت لاهيا، حيث كبدت المزارعين خسائر فادحة تصل إلى 12 ألف شيقل للدونم الواحد أي أكثر من 3 آلاف دولار، وتعد الفراولة من أشهر الزراعات التي حصدت اعترافاً دولياً في الجودة، بعد اكتشاف الأوروبيين أن أرض بيت لاهيا شمال قطاع غزة من أفضل الأراضي الخصبة والمناسبة لزراعة الفراولة.

وفي هذا الصدد يروي المزارع علاء عبد الدايم لموقع راديو الشباب حجم الخراب الذي وقع في مزرعته قائلا: "من يومين خلال المنخفض الجوي الذي ضرب بيت لاهيا تضررت مزرعتي، حاولنا أن نصلح ما نقدر إصلاحه".

وأضاف أن البلدية استجابت لندائهم، وعملت ما بوسعها للتقليل من حجم الكارثة الذي ألم بهم، متسائلاً أين وزارعة الزراعة عن مزارعيها؟ وأين دورها في مساعدتهم؟.

وناشد عبد الدايم وزارة الزراعة بمساعدتهم والوقوف إلى جانب المزارعين وأن تكون عونا لهم في مصابهم الجلل، مطالبا الدول بمناصرة المزارع ودعمه؛ لأن ما يجلبه من كده وكدحه لا يكفي لقوت يوم أطفالهم وعوائلهم.

أما المزارع أبو لؤي وصف لمراسلة موقع راديو الشباب بحرقة قلب حجم الدمار الذي حل بمزرعته البالغ حجمها 3 دونمات قائلا: "ضرر ودمار كامل أصابنا، مساحة 3 دونمات ردمت بسيل المياه والرمال".

وأضاف المزارع أن الدونم الواحد يكلف زراعته أكثر من 10 آلاف شيقل، مناشدا الجهات الرسمية والمعنية كافة بمساعدتهم وتعويضهم حجم الخسائر التي تكبدوها وأنهم لا يستطيعون سداد التكاليف لتجار المواد الزراعية.

بيت لاهيا تعد المدينة الأكثر هطولا للأمطار خلال فصل الشتاء حيث بلغت نسبة الهطول لهذا المخفض الجوي 10.0ملم، والإجمالي 544.5 ملم، والمتوسط السنوي 433، أما الموسم الحالي 125.8 %.

ومن جانبه قال إبراهيم غبن مسؤول الدائرة المالية بجمعية غزة التعاونية للإنتاج والتسويق: " الجمعية تقوم بإعطاء المزارعين جميع المستلزمات الزراعية كي يتمكنوا من زراعة محصول الفراولة وتسويقه إلى الخارج، والأسواق المحلية، لكن للأسف الشديد هذا العام تضرر المزارعين نتيجة المنخفض الجوي الأخير".

وأضاف غبن أن الأراضي الذي تضررت جزئيا تبلغ مساحتها من 800 – 100 دونم من أصل 2500 دونم، أما معدل الأضرار الكلية بلغ من 100 – 150 دونم، مشيرا أن الدونم الواحد يكلف زراعته من 10 ألاف – 12 ألف شيقل، وأن أقل مزارع لديه حجم أضرار بلغ نحو 50 ألف شيقل.

وطالب وزارة الزراعة والحكومة بحصر حجم الأضرار وتعويض المزارعين وإغاثتهم سريعا أسوة بالمحافظات الشمالية كالأغوار وأريحا؛ لأن الخسائر التي تكبدوها عبارة عن ديون للجمعيات والتجار، وقد يضطروا لبيع أراضيهم أو بيوتهم التي يسكنوها لسداد هذه الديون.

وبدوره قال رئيس بلدية بيت لاهيا المهندس علاء العطار لمراسلتنا: "الكل يعلم بحجم المنخفض الجوي العميق الذي ضرب مدينة بيت لاهيا، حيث سجلت أعلى نسبة هطول أمطار 158.5 حسب إحصائية وزارة الزراعة، وهذا الحجم الكبير من الأمطار أحدث أضرار بليغة لدى المزارعين في محصول الفراولة والمحاصيل الموسمية".

وأشار العطار إلى أن البلدية تواصلت مع مؤسسات المجتمع المحلي ومع وزارة الأشغال ووزارة الزراعة، وقامت بتشكيل طاقم من البلدية؛ لمتابعة هذه الأضرار التي حدثت جراء هذا المنخفض.

وأضاف أن البلدية ستقوم في الأيام القادمة بالتجهز أكثر للمنخفضات، منوها أنهم حذروا المواطنين قبل المنخفض ودعوهم لحفر برك امتصاصية حسب النظام المعمول به يجب على كل مزارع حفر 100 متر مربع لكل دونم؛ لاستيعاب كمية الأمطار التي تسقط على هذه الدونمات لأنها مغطاة بالمادة البلاستيكية ( لنايلون) مما يصعب عليها الامتصاص فتتجمع داخل الأراضي.

ودعا المواطنين لحفر البرك لكي يتغلبوا على الأضرار التي يمكن أن تنجم مرة أخرى من المنخفضات الجوية، وكي لا تتفاقم حجم الكارثة ويتم امتصاصها  والاستفادة منها بالمخزون الجوفي.

وفي ذات السياق واصلت مديرية زراعة شمال غزة حصر أضرار مزارعي الفراولة ومحاصيل الخضار الأخرى في محافظة الشمال، حيث شارك مع المديرية بعض المؤسسات العاملة في مجال الزراعة.

 وخلال الجولات الميدانية تم معاينة 60 مزرعة فراولة متضررة في مناطق متفرقة من بيت لاهيا، وسيتم استكمال العمل لاحقا لعدم القدرة على الوصول لبعض المناطق بسبب دمار مساحات كبيرة من الشوارع الزراعية وعدم القدرة على استصلاحها حتى اللحظة.

ووجهت وزارة الزراعة الفلسطينية، نداءً عاجلا إلى شركاءها من منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية، لإغاثة وتقديم مساعدات طارئة للمزارعين المتضررين من المنخفض الجوي شمال قطاع غزة، داعية الجهات ذات العلاقة بالطوارئ كافة إلى مساندتها، في الاستجابة لنداءات الاستغاثة من مزارعين الذهب الأحمر وبعض محاصيل الخضار الذين غمرت مياه الأمطار أراضيهم الزراعية شمال القطاع.

لا يزال المزارعون على خط المواجهة يتكبدون خسائر جمة من سوء الأحوال الجوية عاما تلو الأخر، وبسبب الحصار المفروض على قطاع غزة واعتداءات الاحتلال عليهم.

الكلمات الدلالية