المختوم الفلسطيني مصدر رزق الشابة هند وأسرتها

راديو الشباب
غزة – تامر دلول – راديو الشباب
من بين أزقةِ مُخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة المُحاصر منذ سنوات طويلة، تولد الأفكار الريادية والمشاريع الذاتية لدى شبابها وفتياتها، رغم سوء الأوضاع المعيشة والاقتصادية وانعدام فرص الحصول على عمل بعد التخرج من الجامعات، وارتفاع نسب البطالة في المجتمع الغزي، وشح الدعم المالي، واستمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، فكان مشروع "المختوم الفلسطيني" للشابة هند المزيد التي تجاوزت مع الإعلان عنه كل المعطيات والمعيقات سالفة الذكر.
مشروع "هند"..
تقول هند المزيد (22عامًا) في تصريح لموقع راديو الشباب عقب الإعلان عن مشروعها: "مشروعي عبارة عن المختوم الفلسطيني وهو أكلة تراثية معروفة منذ القدم.. كانوا يستخدمونها لعلاج كثير من الأمراض.. لأنها تتكون من زيت الزيتون.. عجوة التمر.. العسل الأسود.. دبس التمر.. المكسرات.. السمسم.. حبة البركة وبعض المكونات الإضافية المفيدة لصحة الإنسان".
وأضافت المزيد لمراسلنا حول ظروف ودوافع إطلاق المشروع، أن الظروف التي دفعتها للبدء بهذا المشروع هو تخرجها من الجامعة دون الحصول على فرصة عمل في تخصصها الجامعي، والأوضاع السيئة التي يمر بها قطاع غزة المعروفة لدى الجميع، فكان لابد من التفكير بمشروع تحقق النجاح فيه خطوة بخطوة، وعدم الاستسلام للظروف والواقع، فقلة الدخل والبطالة والواقع المرير كانت دافعًا لإطلاق مشروعها الخاص ولم تكن مانعًا أو معيقًا، "والحمد لله حققت بعض النجاحات وتمكن من مساعدة أهلي".
الفكرة الأولى وصولاً للتطور وزيادة الإنتاج..
وأشارت إلى أن فكرة المشروع بدأت عندما قامت بعمل كميات عائلية من أكلة (المختوم الفلسطيني) ونال إعجاب أسرتها، ومن ثم أصبحت تذوقه للأصدقاء والجيران ولم يكونوا يعرفون به سابقًا، فنال إعجابهم وأصبحوا يطلبون المختوم بإلحاح وبكميات كبيرة، الأمر الذي دفعها للتفكير في تطوير نفسها وتعميم الفكرة فأعلنت عنها، وبدأت إنتاج كميات كبيرة خاصة مع تزايد الطلبات عليها.
وقالت الشابة: "بدأ المشروع بدعم من الأهل والأصدقاء وزيادة الطلب على المختوم.. فقمت بإنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ومنصة انستغرام بعنوان مختوم بلدنا.. لتسويق المنتج محليًا وزيادة الإقبال عليه مع الحديث عن فوائده ومكوناته الأساسية المفيدة لصحة الإنسان والتخلص من الأمراض العديدة".
وأوضحت في حديثها لموقع راديو الشباب أنها تطمح وتسعى لتوسيع نشاطها في صناعة المختوم وصوًلا لتسويقه خارج قطاع غزة، باعتباره تراثًا فلسطينيًا وعربيًا ودعمًا لأصحاب المشاريع الشبابية.
مرحلة التسويق..
موقع راديو الشباب رصد نشاط صفحة "المختوم الفلسطيني"، والمحتوى الذي تقدمه للرواد والمهتمين على مواقع التواصل الاجتماعي وتفاعل واهتمام المتابعون.
وجاء في إحدى منشورات الصفحة: "المختوم الفلسطيني يحمي كبار السن من تجلطات الدم ويعمل على تقوية العظام والوقاية من السرطانات وذلك لاحتوائه على زيت الزيتون وعجوة التمر والعسل الأسود والسمسم وحبة البركة والمكسرات كاجو لوز زبيب عين جمل فول سوداني.. ويعمل المختوم على زيادة القدرة الجسمية والعقلية والعضلية للأطفال.. ويعمل على فتح الشهية وزيادة الوزن و تقوية المناعة وتقوية الذاكرة.. كذلك النساء المرضعات يساهم على زيادة إدرار الحليب لاحتوائه على المكسرات وعجوة التمر".
مختص اقتصادي يتحدث عن أهمية المشاريع الخاصة..
ومن جانبه أكد المحلل الاقتصادي محمد أبو جياب بأن المشاريع الريادية في قطاع غزة هي بمثابة جزء من البحث عن ملاذات آمنة للعاطلين عن العمل وفرص للعيش بكرامة.
وقال أبو جياب في حديثه لـ موقع راديو الشباب: "كل هذه المبادرات لا تأتي من منطلق رفاهية العمل الاقتصادي بل هي جزء من إنتاجات الوضع الصعب لدى فئة الشباب بغزة".
وأشار إلى أن البطالة تتجاوز 65%، ونسب الفقر تزيد عن 70%، وما نسبته 80% من المجتمع الفلسطيني يعتمد على المساعدات الغذائية (الكابونات).
وتعتبر الفتاة العشرينية "هند المزيد" واحدة من مئات الشباب والفتيات أصحاب المشاريع الريادية داخل المجتمع الفلسطيني بقطاع غزة، منها ما تم تسليط الضوء عليه ومنها من ينتظر.