نحن يا سيدي خائفون..
الفقراء يعضون على جوعهم ويسألون متى تُصرف مستحقات الشؤون؟

راديو الشباب خاص – عمار البشيتي – راديو الشباب
يجري الحديث باستمرار حول موعد صرف شيكات الشؤون في ظل ازدياد الأوضاع الاقتصادية سوءا مع اتساع رقعة تفشي فيروس كورونا في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويتقاضى أصحاب الشؤون الاجتماعية أربعة شيكات كل عام، ولكنهم هذا العام لم يتقاضوا إلا شيكين اثنين من أصل أربعة، ولا زالوا بانتظار استلام الشيك الثالث لهم متسائلين، أين ذهب الشيك الرابع من هذا العام وهل يكون لهم مستحقات؟
يُمضي أصحاب الشؤون أيامهم وهم بحالة الانتظار، انتظار ما قد يأتي بأمل أو ما قد لا يأتي، وذلك في تكرار مملّ لتصريحات متقادمة، إنّ أصعب الأشياء هو انتظار حدوث شيء دون أن يحدث.
كل ما يفعله الانتظار هو مراكمة الصدأ فوق أجسادنا
انتظر مواطنو الشؤون الشهر تلو الآخر، رحل شهر (آب) دون النظر اليهم، فترقبوا شهر (أيلول)، ولكن دون فائدة ولم ينقطع الأمل بأن يتم صرف مستحقاتهم ، وفي يوم السبت العاشر من شهر (تشرين الأول) أطل عليهم وزير التنمية أحمد مجدلاني ، حيث قال في تصريح خاص لوكالة إخبارية، أن وزارته جاهزة من الناحية الفنية لصرف المخصصات، حيث أجروا المسوحات الكاملة للأسر المستفيدة، لكن الوضع المالي صعب، ويحاولون مع كل الشركاء توفير الدفعة المالية.
فاضطر البسطاء من أبناء شعبنا أن ينتظروا انتهاء الأزمة المالية، وعيونهم تراقب استلام موظفو السلطة رواتبهم كل شهر، والألسنة حائرة، متسائلة، لماذا لا تصرف لنا حكومة رام الله 50% من الشؤون كباقي الموظفون؟ وهل الأزمة المالية علينا فقط؟
لكن رحل شهر تشرين الأول، وجاء شهر تشرين الثاني، واستلم موظفون السلطة 50% من رواتبهم، ولازال أصحاب الشؤون ينتظرون موعد الصرف، حتى أطل عليهم أحمد مجدلاني وزير التنمية بتاريخ 18/11/2020 بتصريح جديد وقال أنّه عند استلام ووصول أموال المقاصة إلى البنوك الفلسطينية، سيكون على جدول وسلم أولويات الحكومة والوزارة صرف مخصصات الشؤون.
رحل تشرين الثاني وأقبل علينا شهر كانون الأول واستلمت السلطة أموال المقاصة، وأعلنت وزارة المالية الفلسطينية عن موعد وتفاصيل صرف رواتب الموظفين في غزة والضفة وصرفت راتب كامل و50% من المستحقات ولا زال أصحاب الشؤون ينتظرون صرف مستحقاتهم.
مواطنون غاضبون
موقع راديو الشباب سلط الضوء على هذه القضية التي تلامس هموم الآلاف من المواطنين واستطلع آرائهم حيث قال أبو أحمد: "ليش التأخير على الناس الغلابة حرام عليكم خليتوا الناس تصوم على ملح وحبة بندورا" .
وأضاف "كل الموظفين قبضوا راتبهم كل شهر بشهر والغلابة بتموتوهم من الجوع وانا بعرف ناس باعت بيوتها من شان تقدر تصرف وتعيش وتآكل".
بينما قال عمر "ذلوا أهل العالم كل يوم بيوعدوا وعالفاضي يا عالم ارحموا الناس عشان الله يرحمكم"
أما الأرملة أم خالد قالت: "يا ظلمة ليه الشؤون بتتأخر بكفي حرام عليكم ارحموا الشعب الغلبان بكفي ظلم".
وأضافت: الله ينتقم منك يا .. انتا وكل القيادات الح....حسبي الله ونعم الوكيل فيهم المسئولين عن الشؤون الاجتماعية الله يبلهم بالكر... وتخلص عليهم.
ولفت انتباهنا أحد أطفالها الذي جاء اليها ونظراته تهامسنا "نحن خائفون".
بينما تسائلت أماني عبر صفحتها على فيس بوك "طيب الشؤون الاجتماعية يا جماعة متي؟ وأضافت "ولا ننتحر يعني ولا نروح على أبواب المساجد نلف في الشوارع"
وقالت "كلهن 700 شيكل كل 3 شهور يعني لو بتوفروا من كل لتر بنزين أقورة واحدة بتدفعوا للمحتاجين 700 كل شهر"
لو أن الفقر رجلاً لقتلته
ويُجمل عمار البشيتي رسالة المغلوب على أمرهم قائلا "لقد فقد هؤلاء صبرهم ولسان حالهم يقول لن تبقى ولا تزر، سيستوي الموت جوعا أو الموت بلا أمن، سئمنا من مقولتكم يكفيكم، سئمنا صراعاتكم وتصريحاتكم، وحتى توصياتكم فبكل الحالات مصيرنا الموت، إن استمر الوضع على ما هو عليه، فالموت وأنا أدافع عن حقي وحق أولادي في العيش بكرامة، أفضل من الموت كأرنب يوفر له صاحب الحظيرة الأمن من الثعالب".
رسالة إلى كل مسؤول
وينقل البشيتي رسالتهم عبر موقع راديو الشباب إلى السيد الرئيس أبو مازن وقادة الاحزاب وكل مسؤول "والله ستسألون عن كل فقير جائع وكل طالب لم يجد عمل وكل مواطن حرق بالشموع لأنه لم يجد كهرباء وكل مريض لم يجد علاج ولم يستطيع السفر للعلاج وكل أرملة أطفالها يتضورون جوعا.
فإن لم يكن لكم موقف اتجاه شعبكم، فمن ينتظر الشعب بعدكم، ثبتوا ولائكم لعامة الشعب وتوقفوا عند مسئولياتكم أو اذهبوا واتركونا.
واعلموا أن الشعب هو مصدر السلطات، وشرعيتها، ولا وصاية لأحد غير وصاية الشعب، ولا حصانة لأحد إلا من الشعب، وأن طريق العمل السياسي دائماً يتقبل أراء جمهور الشعب، الذين يطمحون بحياة حرة وسعيدة وكريمة تؤمن لهم العيش البسيط، ولم الشمل، بعيداً عن التناحرات، والاستمرار بالحياة يكون طريقاً معبداً الى الدولة.