المصالحة لمربع الجمود مجددا واتهامات متبادلة بين طرفي الانقسام

راديو الشباب متابعة - سوار أبو قمر - راديو الشباب
بعد جولة من اللقاءات والزيارات والحوارات المشتركة والوعودات الإيجابية التي صدرت من حركتي فتح وحماس بانفراجة قريبة في ملف الانقسام الفلسطيني تعود المصالحة الوطنية للمربع الأول وتدخل حيّز الجمود مجددا.
اتهامات متبادلة
وتبادلت الحركتان الاتهامات وحمّل كل طرف الآخر المسؤولية عن تعثر مباحثات المصالحة التي بدأت منذ حوالي ثلاثة أشهر.
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" خليل الحية أمس الثلاثاء: "إن حماس ملتزمة بما عرضته على حركة فتح في القاهرة لإنهاء الانقسام من الآن ولكن نحن نريد شراكة حقيقية مع كافة الفصائل".
وأضاف: "إن الحركة فوجئت في القاهرة أن هناك إعادة للعمل مع الاحتلال بكل الاتفاقيات الأمنية والمدنية.. وعلى رأسها التنسيق يجرى له منذ 7 أكتوبر الماضي"، معتبرًا أن التنسيق والعودة للاتفاقيات ضرب لأي شراكة وأي عمل وطني في عمقه.
وتابع: "لا بد من التزامن في الانتخابات بالشراكة.. وأن نذهب مجتمعين إلى انتخابات المجلس الوطني والتشريعي والرئاسة.. ولكن فتح تريد أن تكون الانتخابات وفق ما تريد".
في حين، صرّح القيادي في حركة فتح روحي فتوح اليوم الأربعاء، إن "تصريحات حركة حماس التي جاءت على لسان عضو مكتبها السياسي خليل الحية.. محاولة لخداع الرأي العام.. وإن "فتح" ملتزمة بما تم الاتفاق عليه في إسطنبول".
وأضاف: "إن فشل حوار القاهرة كان قبل إعلان عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ عن عودة مسار العلاقة مع إسرائيل".
وأكد فتوح أن حركة "حماس" ومنذ عام 2010 تتنكر لجميع التفاهمات، وأن هناك بعض من قياداتها في قطاع غزة، من تعطل إنجاز المصالحة وتمنع الإيفاء بالتفاهمات، وكان آخرها تنكر "حماس" ورفضها لتفاهمات اسطنبول التي تجسدت في حديث الحية.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، بدأ وفدا "فتح" و"حماس" لقاءات ثنائية في عواصم عدة للاتفاق على رؤية شاملة لإنهاء ملف الانقسام الفلسطيني وإشكالياته كافة.
مصطلح فاقد المصداقية والمعنى
ويرى محللون سياسيون أن تكرار فشل ما يتم التوافق عليه في حوارات المصالحة يفقد كلا الحزبين مصداقيتهما كما يفقد مصطلحي المصالحة والوحدة الوطنية معناهما، والأخطر من ذلك صرف اهتمام الشعب عن مسألة المصالحة وترسخ قناعة بأن الانقسام دائم ويجب التعامل معه كواقع لا فكاك منه.
كما أكد المحللون أن الشعب الفلسطيني توصل لقناعة راسخة أن جهات في الطرفين غير معنية بتحقيق المصالحة لأنهم مستفيدون من واقع الانقسام.
ومنذ عام 2007م يسود انقسام بين حركتي "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة و"فتح" ولم تفلح أي وساطات واتفاقات في إنهائه.