نشر بتاريخ: 2022/01/16 ( آخر تحديث: 2022/01/16 الساعة: 18:50 )

- متابعة خاصة - عمار البشيتي

تنطبق الجملة المعروفة "غرقت في شبر مية" على قطاع غزة حيث تعرضت عدة مناطق وأحياء سكنية في أنحاء متفرقة من قطاع غزة،  لكارثة كبيرة جراء تعرضها للغرق، وارتفع منسوب المياه بداخل منازلها  وتحولت لبرك تجميع المياه.

 وتساقط كميات كبيرة من الأمطار بسعة لم تستوعبها برك التجميع، ماجعل الماء يتسرب إلى منازل المواطنين، حيث تسبب في غرق مناطق وشوارع بأكملها ومنازل سكنية.

 وتسبب ارتفاع منسوب المياه داخل المنازل بمحاصرة قاطنيها بداخلها، ولم يمكنهم بالخروج من منازلهم ومنعهم من ذلك بشكل اجباري، حيث قامت طواقم الدفاع المدني  بإخلاء المواطنين ساكني بعض المناطق التي غرقت بمياه الأمطار عبر مراكب صيد صغيرة (حسكات).

راديو الشباب

ونفّذت طواقم الدفاع المدني بمحافظات قطاع غزة 152 مهمة مختلفة، خلال المنخفض الجوي الذي يمر بالأراضي الفلسطينية منذ ظهر الخميس

وتركزت طبيعة الحوادث الناتجة عن المنخفض الجوي، في تجمعات مياه الأمطار، وتطاير ألواح معدنية عن أسطح بعض المنازل، وسقوط أشجار، وحرائق.

وأوضح تقرير  تابعه راديو الشباب عن وحدة العلاقات العامة والإعلام بالدفاع المدني، أن فرق الإنقاذ تعاملت مع تطاير ألواح معدنية في 7 منازل، وتنفيذ 11 جولة تفقدية لمناطق تجمعات مياه الأمطار، بالإضافة إلى تنفيذ 82 مهمة شفط مياه من (منازل وبرك).

وأشار التقرير إلى أن فرق الإنقاذ عملت على سحب 15 سيارة علقت في تجمع لمياه الأمطار، كما أخلت 5 مواطنين من منزلهم لتعرضه لخطر الأمطار، بالإضافة لمعاينة 14 منزلاً متضرراً بالمياه، وإزالة شجرة سقطت بفعل الرياح والأمطار.

ولفت إلى أن فرق الإطفاء أخمدت تسعة حرائق، فيما نقلت طواقم الإسعاف 7 مواطنين للمستشفيات لتقديم العلاج اللازم لهم.

بدوره قال جهاز الدفاع المدني في تصريح مقتضب  أن أطقمها لا زالت قيد الاستنفار من أجل تلبية استغاثات المواطنين والتعامل مع أي طارئ.

وأهابت مديرية الدفاع المدني بالمواطنين الاتصال على الرقم 102 في حال التعرض لأي حادث أو طارئ.

معاناة متكررة

الحاج أبو اجمد والذي ارتفع منسوب المياه في منزله  لأكثر من مترين عن سطح الأرض في منطقة جميزة السبيبل غرب رفح قال "نحن في هذه المنطقة نغرق منذ عشرات السنوات وفي كل عام بسبب تجمع مياه الأمطار من كافة المناطقة الشرقية بمنطقتنا."

 وأضاف وهو يرتدي ملابس كثيرة بفعل شدة البرد "منذ بداية المنخفض حاولنا وضع سواتر رملية وحجارة وأكياس من الرمل لمنع وتخفيف من غرق منازلنا التي نتعرض له في كل عام، لكن امكانياتنا حالت دون ذلك والآن نحن خارج منازلنا."

 وتابع ابو احمد الذي انهش البرد القارص جسده النحيف :"أنا وأفراد أسرتي مُحاصرين منذ الأمس داخل المنزل، لم نتمكن من الخروج منه، حتى جاء الدفاع المدني، واخرجنا من منزلنا وذهبت لمنزل قريبي لأحمي نفسي من البرد القارص."

 حصار في منازل

ولا يختلف حال ابو احمد عن جاره المُسن خالد برهوم الذي غمرت مياه الأمطار الطابق الأرضي من منزله الواقع في ذات المنطقة غربي محافظة رفح.

 وأوضح الذي وقف فوق سطح منزله ينظر تارة لبيت جيرانه وأخري لبيته "نعيش في منع تجول منذ الأيام الأولي للمنخفض، حتي نهيأ أنفسنا وكأننا مقلين على حرب، فنقوم بشراء مواد تموينية وغذائية لأننا نعلم أننا سنحاصر داخل منزلنا وهذا ما حدث."

وطالب الجهات المعنية والمؤسسات والدول المناحة بضرورة اعداد مشروع ناجح لإنهاء معاناتهم التي تتكرر في كل عام.

 وأدت كمية الأمطار الكبيرة التي سقطت على قطاع غزة  إلى غرق مزارع دواجن وشوارع ، ومنازل ومحال تجارية مُحيط بها.

الاحتلال يفتح السدود

وفتح الاحتلال الإسرائيلي السدود شرق وشمال قطاع غزة، اليوم الأحد، مما ينذر بوقوع كارثة إنسانية وبيئية على أهالي القطاع.

وخاصة السكان القاطنين في حرم وادي غزة ووادي بيت حانون إخلاء هذه المناطق بصورة عاجلة حفاظا على سلامتهم.

تحذير من كارثة إنسانية

 

وقال زهدي الغريز، رئيس لجنة طوارئ الشتاء الحكومية بقطاع غزة، إن فتح الاحتلال الإسرائيلي للسدود ينذر بوقوع كارثة إنسانية وبيئية على أهالي القطاع.

وأهاب الغريز في تصريح صحفي، بالسكان الواقعين في حرم وادي غزة ووادي بيت حانون إخلاء هذه المناطق بشكل عاجل حفاظاً على سلامتهم.



وأكد أن الطواقم الحكومية تعمل على مدار الساعة من أجل معالجة آثار المنخفض الجوي وكذلك مواجهة إجراءات الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

 

 

الكلمات الدلالية