40 عاماً على استشهاد المفكر والقائد "ماجد أبو شرار"

راديو الشباب في سبعينات القرن الماضي، قال الأديب الثوري ماجد أبو شرار المولود سنة 1936 في بلدة دورا جنوب مدينة الخليل، "أرفض أن أكون أحد المشاهدين لمباريات كرة القدم، بل قلب الهجوم في الفريق"، في إشارة لدوره الفاعل في مسيرة الثورة.
يصادف اليوم الذكرى الـ40 لاستشهاد القائد ماجد أبو شرار، بتفجير قنبلة وضعها الموساد الاسرائيلي تحت سرير أبو شرار في أحد فنادق روما، أثناء مشاركته في مهرجان تضامني مع الشعب الفلسطيني،في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 1981، ودفن في مقابر الشهداء في بيروت.
ولد محمد عبد القادر أبو شرار، رجل السياسة والأدب والإعلام الفلسطيني، في قرية دورا قضاء الخليل عام 1936، أنهى دراسته الابتدائية في مدرسة القرية.
عمل والده "فني لاسلكي" في حكومة الانتداب البريطاني، وفي حرب عام 1948 التحق بجيش الجهاد المقدس بقيادة عبد القادر الحسيني ضابطا في جهاز الإشارة، وفي أعقاب النكبة رافق الجيش المصري الذي انسحب إلى قطاع غزة مع جميع أفراد أسرته المكونة من 7 أبناء و13 بنتا، وبقي في غزة واستقال من الخدمة العسكرية، فتقاعد وعمل محاميا أمام المحاكم الشرعية، مستثمرا دبلوم الحقوق الذي كان قد حصل عليه.
درس ماجد أبو شرار، المرحلة الثانوية في غزة، وهناك تبلورت معرفه وتوجهاته الفكرية والسياسية، والتحق عام 1954 بكلية الحقوق في جامعة الإسكندرية وتخرج منها عام 1958، حيث التحق بأمه وإخوانه الذين قرروا العودة إلى قريتهم الأم لاستثمار أملاكهم.
عمل ماجد أبو شرار مدرسا في مدرسة في قضاء الكرك بالأردن، وأصبح مديرا لها، قبل أن يتعاقد مع رجل أعمال سعودي ويسافر إلى الدمام ليعمل محررا في صحيفته اليومية "الأيام" وذلك سنة 1959، الأمر الذي أتاح له فرصة للتعبير عن أفكاره ورؤيته الوطنية.
التحق عام 1962 بحركة فتح، وتفرغ للعمل في صفوف الحركة بعمان وذلك في جهاز الإعلام الذي كان يشرف عليه الشهيد كمال عدوان، مفوض الإعلام، وأصبح فيما بعد أبو شرار رئيسا لتحرير صحيفة "فتح" اليومية، ثم مديرا لمركز الإعلام.
وبعد استشهاد القائد كمال عدوان أصبح مسؤولا عن الإعلام المركزي، ثم الإعلام الموحد، وجرى اختياره أمين سر للمجلس الثوري لحركة فتح في المؤتمر الثالث للحركة.
كان ماجد أبو شرار، أبرز من تولّى موقع المفوض السياسي العام، وقد شغل هذا المنصب بين عامي (1973-1978)، وساهم في دعم وتأسيس مدرسة الكوادر الثورية في قوات العاصفة عام 1968.
مثّل ماجد أبو شرار قيمة فكرية ونضالية وإنسانية وأدبية، بصفته كفاءة عالية في التنظيم، الى جانب قدرته على العطاء والمثابرة والإخلاص في الانتماء.
جرى انتخابه عام 1980 عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح، وكان ذو باع طويل في ميدان الثقافة والفكر، وساهم في فتح أبواب الدول الاشتراكية أمام الثورة والحركة، وكان قد طاف معظم دول العام بدء من الأردن إلى الصين مرورا بكوبا وغيرها.
صدر له العديد من القصص والكتابات من بينها مجموعة قصصية باسم "الخبز المر"، وكان ساخرا في كتاباته السياسية التي كان ينشرها في زاويته "جدا" بصحيفة "فتح".
استشهد ماجد أبو شرار بتاريخ 9/10/1981، على أيدي الموساد الإسرائيلي وعملائه، عندما انفجرت قنبلة في سريره بأحد فنا