نشر بتاريخ: 2021/09/08 ( آخر تحديث: 2021/09/08 الساعة: 12:41 )
شاب مغترب

العراق-راديو الشباب- تبدأ مرحلة التعليم بعد سن السادسة فيكون الطالب الصغير ربما لا يزال مكرها على الذهاب الى المدرسة وخصوصا في برد الشتاء القارص وفي حر الصيف فيتحمل ذلك لان أبواه يؤملاه بمستقبله الزاهر فيزرعان في قلبه حب اختصاص ما، فيجتهد ويكافح ويواجه ما يواجه ربما بعض المعلمين والاساتذة السذج،  وربما بعض المتنمرين، لكنه ينطلق نحو هدفه في التعليم، لأنه يريد أن يصبح طبيباً أو مهندساً ...إلخ من التخصصات، ذلك الحلم الذي يجعله يتجاهل كل تلك المعاناة، معاناة اللجوء، معاناة الغربة، وأحياناً بسبب ظرف ما، هو مضطر لأن يعيد سنة أو أكثر، لكن لا بأس فهو يتطلع إلى الأمام، وإلى المستقبل الزاهر.

فيبتسم عندما ينظر إلى مستقبله فيرى نفسه متلما أراد، وآخر يطمح أن يكون عالماً، نعم فالطموحات كثيرة، ونحن كباقي البشر من حقنا أن نعيش ونطمح ونتأمل، فيدفعه ذلك الشعور الجميل نحو المضي قدماً، واكمال المسيرة، نعم مسيرة التعليم، ينتقل من مرحلة إلى أخرى حتى يصل إلى آخر الطريق (الجامعة)، يسعده ذلك كثيراً ويرى أن الدنيا كلها أصبحت ملكه، نعم فقد قضى سنوات كثيرة، كافح فيها بكل قوته، لم يبقى إلا بضع سنين.

سأتحمل يا أمي ، وأنت يا أبي سأرفع رأسك عالياً

سيقولون إنك أبو الأستاذ فلان، نعم يا أبي إفتخر بابنك فلم يبقى إلا القليل القليل، ويمضي بكل إصرار وعزيمة وتفوق... وأخيراً انتهت تلك السنين

أمي هذه شهادة ابنك، افرحي يا أمي

وأنت يا أبي.. أنت من زرعت في داخلي حب التعليم والدراسة

ألا تذكر عندما كنت صغيراً، كنت تقول لي يا بني اذا نجحت في هذه المرحلة سأعطيك هدية وفي كل مرحلة كنت تعطيني هديتي.

الآن يا أبي لا أريد هدية يكفي أن تفتخر بابنك ها هو أكمل كل شيء بتفوق..

بقي فقط أن أحصل على حقي وأكون موظفاً

إلى هنا ينتهي ذلك الطموح,,, إلى هنا نُقتل ونحن أحياء

لأنه لم ندع باباً لما نطرقه لكي نحصل على تلك الوظيفة البسيطة

وفي كل مرة يغلق الباب في وجوهنا

 كيف لنا أن نشغل وظيفة  ، ونحن (فلسطينيين) محرومين من أبسط حقوقنا في العراق ، والآلاف منا يتخرج ، ولا أفق جميل يلوح ، لكي نكمل مسيرتنا في الحياة..!

الكلمات الدلالية