نشر بتاريخ: 2021/07/01 ( آخر تحديث: 2021/07/01 الساعة: 10:15 )

راديو الشباب  - خاص 

يصادف اليوم الخميس، الأول من تموز، الذكرى الـ27 لعودة الرئيس الشهيد ياسر عرفات "أبو عمار" لأرض الوطن، ففي الساعة الثالثة من بعد ظهر ذلك اليوم، قبّل عرفات أرض الوطن على الجانب الآخر من الحدود وأدّى الصلاة شكرا وحمدا لله على العودة إلى وطنه بعد 27 سنة من الغياب القسري.

ففي الأول من يوليو من عام 1994 كانت فلسطين على موعد خاص مع وصول أبو عمار، حيث كانت تلك المرة الأولى التي يعود فيها إلى أرض الوطن، في إطار اتفاق أوسلو الذي وقعت عليه منظمة التحرير، معززاً باعتراف دولي وأمام عيون الملايين في العالم، الذين تابعوا عبر الشاشات مشاهد عودته، واستقبلته الجماهير بحماسة بالغة مرددة هتافات "بالروح بالدم نفديك يا أبو عمار"، حيث استقبلته الجماهير بحماسة بالغة مرددة هتافات "بالروح بالدم نفديك يا أبو عمار".

تدافعت الحشود من كل الجهات على الرئيس، وكانت الطريق مزينة بالأعلام الفلسطينية، وبصور عملاقة للرئيس عرفات، حيث اكتظ ميدان الجندي المجهول في غزة بعشرات الآلاف من المتعطشين إلى رؤية قائدهم عن قرب.

وتوجه عرفات بعد ذلك إلى مخيم جباليا، الذي انطلقت منه الانتفاضة الأولى، وقال هناك: "لنتحدث بصراحة، قد لا تكون هذه الاتفاقية ملبية لتطلعات البعض منكم، ولكنها كانت أفضل ما أمكننا الحصول عليه من تسوية في ظل الظروف الدولية والعربية الراهنة".

وفي الثالث من يوليو، انتقل عرفات من غزة إلى أريحا على متن طائرة مروحية، وخرج المواطنون لاستقباله بحماسة، أعادت إلى الأذهان مشاهد غزة، حيث انهار حاجز الأسلاك الشائكة الـمزدوج الذي يحمي الـمنصة تحت ضغط الجماهير، وهتف عرفات مطولاً مع الـمتظاهرين بـ"الروح بالدم نفديك يا فلسطين"، ثم راح يهدئ الجماهير شيئاً فشيئاً، حتى بدا كأنه مايسترو يقود فرقة موسيقية.. بكى الكثيرون تأثراً.. إنها لحظات وطنية تاريخية تستحضر التضحيات، وتعطي أملا بأن التحرر من الاحتلال قد بدأ فعلاً.

وفي مدينة أريحا أدت الحكومة الفلسطينية الأولى اليمين الدستورية، حيث ردد عرفات ومن ورائه 12 وزيراً "أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً لوطني، ولقيمه المقدسة ولترابه الوطني، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أعمل لمصلحة الشعب الفلسطيني، وأن أقوم بواجبي بإخلاص.. والله شاهد على ذلك".

وفي العاشر من يوليو بدأ ياسر عرفات يستعد لمغادرة تونس إلى الوطن؛ ليستقر نهائياً فيه، حيث جرى له وداع رسمي بتونس، في الثاني عشر من يوليو، وفي اليوم ذاته وصل أبو عمار إلى غزة، وتوجه فور وصوله إلى مكتبه، وعقد أول اجتماع مع زملائه في القيادة الفلسطينية.

الكلمات الدلالية