الأورومتوسطي: حريق مخيم لاجئين باليونان نتيجة حتمية للظروف السيئة

راديو الشباب وكالات - راديو الشباب
أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن بالغ قلقه إزاء نشوب حريق جديد في مخيم لطالبي اللجوء في اليونان هذا الأسبوع، مبينًا أنّ تلك المخيمات باتت خطيرة على حياة المهاجرين وطالبي اللجوء من الناحية الجسدية والعقلية.
وقال المرصد الحقوقي الدولي ومقرّه جنيف في بيان صحفي اليوم، إنّ حريقًا اندلع في الساعات الأولى من صباح الإثنين 2 نوفمبر/ تشرين الثاني بمخيم "فاثي" في جزيرة "ساموس" اليونانية الذي يضم 4 آلاف و500 مهاجر وطالب لجوء، ولا يتسع في الأساس إلا إلى 650 شخصًا فقط.
وأوضح المرصد أن الحريق أتى على 15 خيمة يقنطها 150 شخصًا أصبحوا بلا مأوى.
ونجحت فرق الإطفاء في السيطرة على الحريق قبل أن يمتد إلى باقي الخيام، ولكنّها ما زالت تجهل سببه.
وقبل أيام، تأثرت جزيرة "ساموس" اليونانية بزلزال بدرجة 6.7 على مقياس ريختر تسبّب بتسونامي صغير، ما يرفع المخاوف بشأن سلامة طالبي اللجوء في الخيام التي تفتقر لأدنى مقومات السلامة أو الأمان، وَفق المرصد.
وأوضح الأورومتوسطي أنّ مخيم "فاثي" سجّل إصابة أكثر من 100 من سكانه بفيروس كورونا نتيجة الاكتظاظ الكبير وعدم إمكانية تطبيق الإجراءات الوقائية، وتهالك البنية التحتية في المخيم، وما يزال المصابون بالفيروس عاجزين عن الحصول على الرعاية الطبية.
بدورها، قالت الباحثة في شؤون اللجوء والهجرة في المرصد الأورومتوسطي ميشيلا بوليزي: إن "الحريق كشف مرة أخرى مدى اليأس وقلة الأمان في مخيمات اللاجئين في اليونان".
وأضافت أن "هذه النتيجة متوقعة بسبب الظروف المتدهورة في المخيم والمتمثلة في عدم توفر الظروف الصحية المناسبة، والبنية التحتية الهشة، وعدم الالتزام بالنظافة الشخصية علاوة على ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا".
وبيّن الأورومتوسطي أن الظروف القاسية في مخيم "فاثي"، والتي تفاقمت عقب الحريق الأخير تتعارض بشكل واضح مع القانون الدولي لحقوق الإنسان، ولا سيما حق المهاجرين في السكن الملائم والصحة المنصوص عليه ضمن جملة من الأمور الأخرى في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وأشار إلى أن المادة (25) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على وجه الخصوص نصّت على أن "لكلِّ شخص حقٌّ في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهة له ولأسرته، وخاصة على صعيد المأكل والملبس والمسكن والعناية الطبية وصعيد الخدمات الاجتماعية الضرورية، وله الحقُّ في ما يأمن به العوائل في حالات (...) الظروف الخارجة عن إرادته والتي تفقده أسباب عيشه".
ودعا المرصد اليونان إلى إغلاق مخيم "فاثي" وغيره من المخيمات الأخرى المكتظة وغير الآمنة في جزر بحر إيجه، ونقل طالبي اللجوء إلى مراكز إقامة مناسبة في اليونان أو في دول أخرى ضمن الاتحاد الأوروبي.
وحث المرصد الاتحاد الأوروبي على احترام القانون الدولي فيما يتعلق بحقوق طالبي اللجوء والمهاجرين وعلى وجه الخصوص المادة 12 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، الذي صدّقت عليه جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 ، والفقرة الثانية من المادة 17 من التوجيه 2013/33 / EU المعني بمعايير استقبال المتقدمين للحصول على الحماية الدولية وينص على أنه "يجب على الدول الأعضاء ضمان توفير ظروف الاستقبال المادي لمستوى معيشي مناسب لمقدمي الطلبات، مما يضمن معيشتهم ويحمي الصحة النفسية".